بيروت: جبار عودة الخطاط 

 

وضع الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري حداً للأنباء التي تحدثت عن قرب اعتذاره، وقسم منها خرج من المطبخ الإعلامي والسياسي لتيار المستقبل الذي يتزعمه، بقوله: «لن أعتذر ولن أشكل حكومة وفق هوى الرئيس عون»، هكذا كانت خلاصة كلمته في مجلس النواب اللبناني الذي التأم للبحث في طلب الرئيس عون بسحب التكليف من الحريري، فجاءت الرياح النيابية بما لا تشتهي سفن التيار العوني وتنفس الحريري أخيراً الصعداء. بالإجمال جاءت مخرجات جلسة مجلس النواب اللبناني مساء أمس الأول في الأونسكو ببيروت، ليتفاقم أكثر الانقسام السياسي الحاد بين التيار الوطني الحر والرئيس ميشيل عون من جهة، وتيار المستقبل والرئيس المكلف سعد الحريري من جهة أخرى، كما أن احتمالات الانفراج في الملف الحكومي باتت بعيدة المنال أكثر، وربما كان الرابح الأكبر منها هو الرئيس المكلف الذي ربح هذه الجولة، حينما تهاوت ورقة (سحب التكليف) التي طالما لوح بها الرئيس عون والوزير السابق جبران باسيل، وكان واضحاً حجم الانقسام والقطيعة بين التيارين في مشهد مغادرة الرئيس الحريري فور ارتقاء رئيس التيار الوطني الحر باسيل منصة البرلمان لإلقاء كلمته، وهي إشارة لافتة الى عمق الفجوة التي باتت تفصل بين الرجلين. 

من جهته، رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كانت مواقفه داعمة للرئيس الحريري، بذل جهداً قبيل انعقاد جلسة مناقشة طلب الرئيس ميشيل عون في البرلمان، للحيلولة دون تفجر الوضع، وعقد اجتماعات منفصلة مع كل من زعيم المستقبل الحريري،ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، في مسعى للجمع بين الرجلين، غير أن جهوده لم تتوصل الى نتيجة جراء سعة التقاطع في رؤية التيارين. وبدا رئيس مجلس النواب نبيه بري راصداً حذقاً لمجريات الامور في جلسة المناقشة العاصفة لرسالة الرئيس عون، واستطاع بحنكته احتواء الكثير من الإشارات السلبية بين الفريقين، بل إن المعلومات التي نقلت عن مصادر سياسية لبنانية كشفت عن: «أن الكلمة التي ألقاها الرئيس المكلف سعد الحريري في جلسة مجلس النواب».