ندوات عن فن كتابة الرواية، واللسانيات «المفهوم ، الجمال ، الوظيفة»

ثقافة 2019/02/16
...

 الكتب الأكثر مبيعاً
في جولة شملت عددا من دور النشر المشاركة استطلعت "الصباح" موضوعة الكتاب الاكثر مبيعا، فكانت الاجابات.
نزار محمود الحميدي المتحدث عن دار نينوى، دمشق، قال: الكتب الاكثر مبيعا خلال مشاركتنا في معرض بغداد الدولي للكتاب للعام الحالي، هو كتاب "امرأة في نقطة واحدة"، وكتاب مختص بالتصوّف يحمل عنوان "بحثا عن الشمس".
فيما اكد ضياء فاخر، المتحدث عن دار منشورات المتوسط، ايطاليا، على بيعهم مجموعة كبيرة من الكتب ابرزها: كتاب "معرض الجثث" لحسن بلاسم، و"صانع الحلوى" للقاص ازهر جرجيس، وكتاب المؤلف الشهير بول اوستر " 1234."
من جهته، كشف محمد مرتجى، المتحدث عن دار السلاسل الكويتية، ان اكثر الكتب مبيعا كتاب "اللواء المتفق" للدكتور خالد السعدون، وكتاب "خرفات طبية" للدكتور احمد عبد الملك، فضلا عن مجموعة من كتب الاطباء، اما الروايات العالمية، فكتاب "هو الابله" لديستوفسكي.
فيما بيّن جعفر خضير، المتحدث عن دار الكتاب الجديد، ليبيا، ان كتاب "معجم المصطلحات" ترجمة دكتور كيان احمد، هو الكتاب الاكثر مبيعا والذي نفذ في بداية ايام افتتاح المعرض، كما شهد كتاب "اسم الوردة" للمؤلف الايطالي امبرتو ايكو اقبالا من قبل القارئ العراقي، فضلا عن بيع مجموعة كبيرة من الكتب المختصّة باللسانيات واللغة.
من جهته، اشار عبد الحليم المتحدث عن دار الكتب القانونية فرع الامارات، ان كتاب "السياسة الاخلاقية" المختص في طرق كشف ومعالجة ومحاسبة جرائم الاخلاق، هو الاكثر مبيعاً فضلا عن الكتب المختصة بفن المسرح.
اما سامر محمد سعيد، المتحدث عن دار القلم، سوريا، قال: من الكتب التي لاقت رواجا لدى المقتنيين، كتاب "قوة الشخصية" للكاتب عبد الستار المرسومي، وايضا في مجال الكتب الدينية "كتاب العقيدة الاسلامية" للمؤلف عبد الرحمن، فضلا عن بعض كتب الاحاديث الدينية.
 
افونسو كروش
 كما التقت "الصباح" بعدد من الادباء العراقيين والضيوف ليتحدثوا عن اصداراتهم الجديدة.
عبر الكاتب البرتغالي، أفونسو كروش، عن سعادته بتواجده في بغداد السلام، وعن اندهاشه بما يراه من حضور واسع من القرّاء بمختلف اعمارهم، مبيّنا ان كتاباته الروائية تخاطب قرّاء تبدأ اعمارهم من 12 عاما فما فوق، منوها ان حضوره الى بغداد من اجل حفل توقيع كتبه الحديثة في دار الرافدين للنشر، وهي كل من: "الكتب التي التهمت والدي، دمية كوكوشكا، هيا نشترِ شاعرا، والرسام تحت المجلى".
 
قديسة الغي
الكاتبة شمم بيرام، قالت: اثبت المعرض المقام حاليا نجاحه من خلال التنظيم والحضور، وان هذه الدورة هي تتمة لنجاح الدورة السابقة، وهو دليل ايضا على عودة بغداد السلام الى موقعها الرصين في تنظيم المهرجانات الثقافية والفنية بحضور عربي وعالمي، مبيّنة ان جميع الكتاب والمؤلفين العرب يدركون بأن القارئ العراقي له عقليته الفكرية في انتقائه للعناوين المهمة، مبيّنة أن آخر ما صدر لها هو "قديسة الغي" الذي أعالج فيه الكثير من العقبات التي تعاني فيها المرأة من ظواهر المجتمع.
 
تيه العشق
الكاتبه براء البياتي، قالت: كتابي "تيه العشق" عبارة عن مجموعة من النصوص القريبة لمفهوم التصوف، كون التصوف بحرا كبيرا جدا والولوج فيه ليس من السهل، والقارئ سيدرك عندما يبحر في هذه النصوص ان هناك شيئا جديدا قادما، لن اعلن عنه الان، ليكون مفاجأة، وفكرة النصوص هي "رحلة عاشقة صوفيّة" وهو كتابي الاول الصادر عن دار براء للنشر والتوزيع.
 
الحياة في الظل
فيما بيّن، واثق صادق، خلال حفل توقيعه، ان كتابه "الحياة في الظل" يتحدث عن دراسة اكاديمية هي رسالتي للماجستير العام 2014، والتي حاولت دراسة الجذور الاجتماعية والنفسية لظاهرة السلوك المثلي بشكل عام، ويتكون من اربع فصول نظرية وفصل واحد ميداني عبر دراسة 20 حالة لمثليين عراقيين، محاولا الخروج بمجموعة من النتائج التي تدور في اطار علمي واكاديمي ومبتعدا عن الصورة الذهنية النمطية المتكونة عن السلوك بشكل عام، ويعد الكتاب الاول عراقيا وعربيا.
 
عيد على الزجاج
اما نجاة عبد الله، فقد بيّنت ان كتابها "عيد على الزجاج" يضم مجموعة من النصوص الشعرية المختلفة عن ما كتبته سابقا من نصوص عاطفية وصوفية، فهي تحاكي واقع العراق في السنوات الاخيرة، منذ دخول المجاميع الارهابية داعش والتي أبيدت بفضل الله وقواتنا الامنية العراقية، عبر محاكاة صوت الشهيد، وواقع النازحين والسبايا من النساء، وهي تجربة مختلفة نوعا ما في الكتابة، معبرة عن سعادتها بما تراه من نشاط ثقافي وحضور عربي وعالمي في معرض بغداد الدولي للكتاب.
 
الروائي إبراهيم نصر الله
أقيم في القاعة الثقافية لمعرض بغداد الدولي للكتاب ندوة حواريّة للروائي إبراهيم نصر الله، بحضور كبير من روّاد 
المعرض. 
وتحدث نصر الله عن بدايات التفكير بكتابة الرواية، وكيف أنّه قد راودته مسألة الثلاثيّة ولكنه استبعدها من منطلق أن هذا الزمن ليس بزمن ثلاثيات ورباعيات، ولذلك عمد إلى كتابة روايات، كل رواية مستقلة عن الاخرى تماما. 
وقال: بعد سنوات طويلة، اعتقد أن الذي يكتب رواية ثلاثية أو رباعية سيتكلّس فنياً، بينما الذي يكتب رواية بمعزل عن غيرها، هو ما يدفعه للتجدد.
ويركز الروائي إبراهيم نصر الله في حديثه على رواية "حرب الكلب الثانية" وعن نزعة توحّش الانسان اليوم، قائلاً: "حينما تسقط السلطات تتغير، لكن ما كان يرعبني هو ذلك الفساد في الحياة اليومية، الذي نراه في كل مكان في العالم العربي، بحيث أن جارك وصديقك اليوم يصبح عدوك غداً أو هو من يتسبب بقتلك. من هنا فإن كتابة هذه الرواية هي من اقسى التجارب، لأنها تريد التعبير عن جو متشعّب ومعقّد إلى حد كبير". 
وعن مهمة الرواية وقدرتها في أن تكشف المستقبل، يعتقد أنه لا يستطيع أن تستخدم أسلوبا فنياً واحدا في كتابة الرواية، ففي هذه الرواية هناك الواقعية وهناك الفنتازيا والخيال العلمي. 
ويضيف: "انا اعتبرتها – الرواية- هي نوع من التاريخ المعكوس، لقد كتبت بعض الروايات وربما الكثير منها عن الماضي، واعتقد هي قد ذهبت لتقرأ المستقبل".
ويتابع: "حينما أكتب عن رواية في القرن الثامن عشر، وأتخيّل تلك الفترة، بعد ان أقرأ ما كتب عنها، أشعر بأنني أذهب للمستقبل واعتبر أن المستقبل هذا يشبه التاريخ المعكوس، وربما أكثر موضوعية من التاريخ الماضي نفسه، ببساطة لأننا حين نكتب عن الماضي بالتأكيد سنذهب ونتكئ على الكتب التي كتبت عادة بأقلام المؤرخين ورغم اعتقادي بكل الصدق فيما كتب، ولكن حين تبدأ بكتابة المستقبل في الرواية ستطرح رؤياك، هذه الرؤيا هي التي قد تصيب أو تخطئ، إلّا أنّما بداخلها من الشفافية لرواية المستقبل
 كثير. 
أما عن أهمية وجود الصور الفوتوغرافية في بناء أو تشكيل شخصيات معينة في الروايات، أي بمعنى أنه بدلا من ان يعود الروائي بالذاكرة للمكان، يعمد إلى الاستعانة بصورة فوتوغرافية معينة، يعتبر نصر الله: "أن أهم ما في التصوير و الرسم أنّهما يعلمان كأن التعامل بصورة مغايرة، ما أميل له في التصوير هو التفاصيل، لأنني قبل التصوير لم أرَ تلك التفاصيل بشكل جيد، ومن ثم دائما أسميها (العين الثانية)، وفعلا فيما بعد في الكتابة قد انعكست هذه المسألة على رؤية التفاصيل الدقيقة التي باتت تنتقل إلى النص الروائي، ودائما أكون سعيداً عندما أسمع ما يبديه القرّاء في أنهم يرون أو يسمعون". 
مسألة أخرى يراها الروائي إبراهيم نصر الله، وهي أن معايشة السينما ربما يكون لها التأثير الأكبر في الحياة الأدبية، كل هذه المسائل لا بدّ أن تنعكس على الكاتب، ولعل الانعكاس الاوضح جاء في كتابة بعض النصوص التي استفدت منها عبر كتابة السيناريو، ثم رواية "شرفة الهذيان" التي تحوي على مشاهد تشبه القصيدة وأخرى نصوص مسرحية، وهناك الصور الفوتوغرافية، والكاريكاتير، والخطر الصحفي، والصورة الصحفية، وغير ذلك. 
إبراهيم نصرالله، الذي فاز بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الحادية عشرة ٢٠١٨، برواية عن قدرة الإنسانية على الوحشية التي حملت عنوان "حرب الكلب الثانية"، هو شاعر وروائي فلسطيني من قرية البريج في القدس، ولد في الأردن عام 1954 في مخيم الوحدات، ودرس في مدارس وكالة الغوث فيها، درس في مركز تدريب عمان لإعداد المعلمين حتى حصل على درجة الدبلوم في التربية وعلم النفس منها، عمل مدرساً في السعودية، ثم عاد إلى الأردن وعمل بالصحافة، ثم انتقل ليكون مستشاراً ثقافياً ومديراً للنشاطات الأدبية في دارة الفنون – مؤسسة عبد الحميد شومان-، ثم بعد ذلك تفرّغ للكتابة، عضو في رابطة الكتاب الأردنيين، والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، له العديد من دواوين الشعر والروايات، ترجمت أعماله إلى عدة لغات، كما وقد حازت أعماله على عدد كبير من الجوائز.
 
اللسانيات، المفهوم والجمال والوظيفة
كذلك نظمت في القاعة الثقافية لمعرض بغداد الدولي للكتاب أمسية عن "اللسانيات – المفهوم الجمال والوظيفة" للدكتور مجيد عبد الحميد الماشطة، وهو أستاذ الترجمة واللسانيات، له العديد من الإصدارات المهمة. 
وتناول الماشطة في حديثه معنى اللسانيات بوصفها دراسة موضوعية عن اللغة بشكل عام بعيداً عن خصوصيات هذه اللغة، واللغة كما نعرف جميعاً، وسيلة تركيب ووسيلة تواصل، شكل ذلك معايير تقاسيم الوجه ونظام إشارات المرور، وغيرهما. 
كما وتشكل اللسانيات من نظر الكائن الحي، إذ أنها تولد وتتغير بحسب النظر، كذلك تشكل اللسانيات في الكائن الحي، أنها تولد وتتغير وتموت، تولد عبر انسلاخ لهجة ما عن بقية أخوتها، مثلما انسلخت الانكليزية عن النرويجية والسويدية والمانية في القرن الخامس، على حد قول الدكتور، أيضا، تموت اللغة أن تراجعت أمام لغات أقوى منها بموجب قانون السمكة الكبيرة تأكل السمكة الصغيرة، وإذا عرفنا أن عدد لغات العالم أكثر من (٧٠٠٠) لغة، وأن هذه اللغات تموت بمعدل لغة واحدة كل اسبوعين، أدركنا أن هذا العدد في تناقص تدريجي منتظم. 
كما وتدخل اللغة مرحلة الاحتضار عندما يتوقف تعليمها للأطفال، ويقتصر تداولها على المسنين. 
وظيفة اللسانيات كثيرة، بحسب الماشطة، منها ما يهتم بدراسة العلاقة بين اللغة والعقل، وكذلك هناك لسانيات اجتماعية تهتم بالعلاقة بين اللغة والناطقين بها، أما اللسانيات التوليدية فهذه تدرس العلاقة بين اللغة والسليقة، بينما هناك أيضا لسانيات تهتم بالأدب
 والاسطورة.