البدايات الخطأ

آراء 2021/06/08
...

 سعد العبيدي 
 
بدأت بعض الأحزاب فعاليات التحرك الانتخابي لأغراض التسويق المبكر لمرشحيها، وكأنها في سباق مع الغير لكسب أصوات الجمهور، وحجز ذلك الكسب أصواتاً مضمونة الى يوم الانتخاب في العاشر من الشهر العاشر المقبل، يوماً لم تقتنع شرائح واسعة من الجمهور حتى الآن باحتمالات حصوله 
بالفعل. 
وكان من بين تلك الفعاليات واحدة حصلت في ناحية النيل من محافظة بابل، تطورت فيها الأحوال سريعاً لتصادم بين الجمهور وصل حد التقاذف بالكراسي، معركة انتهت بفض الفعالية من دون ضمان أي صوت لمستقبل يبدو وكأنه غير مضمون للناخبين والمنتخبين على حد 
سواء.
لقد أخطأت الجهات الحزبية في التبكير للدعاية والتسابق مع الزمن ومع الغير لكسب الأصوات، إذ إن القلق في نفوس الجمهور أو نسب ليست قليلة من الجمهور، المصحوب بقدر من العداء السياسي ما زال موجوداً في عقول الشباب وبدرجات مؤثرة، يفترض أن يتحسب لها السياسيون الساعون الى كسب الأصوات في تحديد توقيتات إقامة فعالياتهم 
وأمكنتها. 
وقد أخطأ الجمهور «جمهور الضد» بالتجاوز على القائمين بالفعالية ومؤيديهم بطرق عدائية تعمدوا فيها منعهم من اكمال فعاليتهم ومن كسب الاصوات، إذ إن من حق المرشح وأي انسان من أهل العراق أن يتجمع ويحتفل بالصيغة التي يريد وفي الوقت الذي يريد، على ألا يؤثر في حرية 
الآخرين. 
إنها أخطاء ارتكبت بطريقة تبدو وكأنها حصلت عفوياً، وعلى الرغم من عفويتها إن كانت عفوية حقاً، فإنها تؤشر سلوكاً غير مقبول من الجمهور الذي يفترض أن يسلك بصيغ أخرى غير التصادم العدائي، صيغ فيها القبول والتحاور هو الأساس في التعامل وهي السبيل لتعزيز وقع صحيح للديمقراطية، التي تعد مسلكاً هو الوحيد للخروج من واقع كان فيه التصادم والعداء للسنين الماضية سيد 
الموقف.