بعد حل الدولتين

آراء 2021/06/09
...

 محمد شريف أبو ميسم
يبدو أن حل الدولتين على الأرض الفلسطينية، بات قريبا بعد أن أفرزت الحرب الأخيرة بين قطاع غزة وجيش الاحتلال متغيرا نوعيا، استطاعت من خلاله صواريخ المقاومة الفلسطينية من اختراق منظومة دفاع الاحتلال
وغداة زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي «بيني غانتس» الخميس الى واشنطن، إذ تلقى تطمينات بدعم أميركي لرئيس الوزراء المقبل كائنا من كان، وتعهدات بتطوير منظومة الدفاع الصاروخي المسماة «القبة الحديدية»، خشية حصول تطورات نوعية جديدة على صواريخ المقاومة الفلسطينية بدعم ايراني. 
كشفت تسريبات عن تحركات تقودها الجهات الدولية الداعمة لوجود الكيان الاسرائيلي، عن نية تشكيل ائتلاف حكومي في الدولة العبرية للإطاحة بـ «بنيامين نتانياهو» الذي عرف بتطرفه الشديد وعنته في التعاطي مع ملف السلام، ليلحق في قابل الأيام برفيقه اليميني «دونالد ترامب» الذي دعمته الجهات نفسها في عنته وتطرفه حيال القضايا ذات الصلة بأعداء اسرائيل على مدار فترة حكمه، لتصل الى حد الاختناق السياسي وحبس الأنفاس خشية الانزلاق نحو الحرب. 
ومن ثم الخروج من عنق الزجاجة عبر المجيء بالحزب الديمقراطي الى سدة الحكم والدعوة للحوار في كل الملفات، وفي مقدمتها الملف النووي الايراني، اعتمادا على اسلوب الجزرة بعد قساوة العصا، التي اعتمدت في المرحلة الترامبية. ولا يبدو هذا الحال مختلفا عما كلف به رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي «بنيامين نتنياهو» بعد أن ضاقت بالقيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني والرأي العام العربي والاسلامي كل السبل في الوصول الى سلام شامل مع سلطة الاحتلال، في ظل عنت «نتنياهو» وأحلامه التوسعية، وبعد أن زاد الخناق على ايران حد انفجار برميل 
البارود. 
وفي هذا السياق أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض «جين ساكي» تمسك الرئيس الأميركي «جو بايدن» بحل الدولتين بوصفه السبيل الوحيد لاحلال السلام في الشرق الأوسط، الأمر الذي يشير الى انفراجات ستنتهي عبر مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية الى التوقيع بين الطرفين، في محاولة جادة لاسقاط شعار المقاومة بعد أن يختار أصحاب القضية طريق السلام، حينها ستكثف وسائل الاعلام بدعم دولي، الدعوة الى نزع السلاح في منطقة الشرق الأوسط، استعدادا لمرحلة الاحتواء الاقتصادي واقامة النظم الليبرالية التي ستحكمها سلطة رأس المال العابر للحدود في ظل عولمة الانتاج وعولمة الأسواق وتدفق الأيدي العاملة، التي سيكون لها الحق بالحصول على الجنسية والتوطين، وسيعلو كعب شركات العولمة الأمنية التي تديرها طائفة الواحد بالمئة بقيادة «عائلة روتشيلد» اليهودية المتطرفة في الأرض الممتدة من الماء الى 
الماء.