حظوظنا وصندوق الكوكاكولا

آراء 2021/06/10
...

 سرور العلي 
ضجت منصات التواصل الاجتماعي بإعلان ترويجي لشركة بيبسي «كوكاكولا»، وسارع أغلب مرتادي تلك المنصات لمشاركة المحتوى بين أقربائهم واصدقائهم على أمل الفوز بالجائزة وهي «300» دولار، ومن دون معرفة الصحة من ورائه، وأنا كنت واحدة من بين هؤلاء الذين وصلهم رابط الإعلان
 
ولأنني لا أحب الدخول إلى تلك الروابط، والخوض في تفاصيلها، ولو عرض فيها الملايين، ولأنني إدرك انها مجرد عروض للبضائع والسلع من دون الحصول على المبلغ الذي تعلن عنه الشركة الدعائية تجاهلتها 
كالعادة.
وتذمر كثيرون وسخروا بكلمات تركوها على صفحاتهم في موقع الفيسبوك، من الإعلان الذي اجتاح خصوصيتهم، ولاحقاً اتضح الأمر من أنه لا يعدو كونه خدعة، واحتيالا للدخول لحسابات الأشخاص المتواجدين في منصات التواصل، وسرقة محتواهم، بل رجح البعض إلى أن هذا الإعلان سيقوم بسرقة كل ما يحتويه الهاتف المحمول من صور، وخصوصية، وحتى كارت تعبئة الرصيد.
والظاهرة ليست بالجديدة بل عمرها من عمر هذه المواقع الإلكترونية، التي اخذت من وقتنا الكثير، ولكن الذي يلفت الانتباه هو أن للآن هناك شريحة كبيرة من أفراد المجتمع ما زالت تؤمن بهكذا رسائل وهمية، ومغرية للفوز بمستقبل 
أفضل.
وكثيراً ما تصل تلك الرسالة التي تجعل البعض يشعر بالسعادة والفرح، تحمل البشرى والتهنئة بفوزهم بسيارة مرموقة، أو منزل فخم، أو مبلغ مالي ضخم، ولكن ضرورة اتصالهم بالرقم التالي، ويلبي منهم ما مطلوب منه، وهو على يقين بأنه سيحصل على ما يحلم به، ليصدم في ما بعد بفخ الاحتيال، وبنفاد كل ما يملك من رصيد.
 فنحن اليوم بحاجة إلى الوعي بتلك الظاهرة ومخاطرها، واستنزافها لرصيدنا الاقتصادي والعاطفي، وطغيانها على خصوصياتنا، وسرقة ما نملك، كما أن من المهم جداً تفعيل دور الأمن المجتمعي، ليؤخذ دوره في القضاء على عمليات النصب والاحتيال، والابتزاز التي تتم عبر الهواتف، وعدم الاستجابة لمغريات الفوز بالجوائز المالية، والإبلاغ عن كل عملية احتيال، ونشر رسائل التوعية بهذا الأمر، وعدم تصديق كل ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي، والتأكد من المصدر الصحيح، ومكافحة 
الشائعات.