الانتخابات وجيوش الأقارب

آراء 2021/06/14
...

 يونس جلوب العراف
 
السلبيات التي ترافق الانتخابات كثيرة ومتشعبة، بعضها كبير والبعض الاخر قد يراها الناس بسيطة، لكنها في حقيقة الامر من الظواهر الخافية عن العيون، فقد افرزت الانتخابات المتتالية التي جرت خلال السنوات الماضية جيوشا من الموظفين والحمايات من اقارب المسؤولين على اختلاف مسمياتهم والنواب، حيث يعدون بالآلاف لدرجة ان بعض الوزارات في الفترة السابقة قد تحولت الى اقطاعيات وتجمعات عشائرية تابعة للوزير، الذي يحول وزارته الى نقاط قوة انتخابية لصالحه، حيث مع اقتراب الانتخابات تبدأ جيوش الاقارب في الترويج للوزير في حملته الانتخابية وتبدأ بمنح حوافز ومكافآت من اجل الحصول على اصواتهم الانتخابية، وهذا في حد ذاته مخالفة انتخابية كون الدوائر الرسمية يمنع فيها الترويج 
للمرشح.
الجميع يعلم ان هذه الجيوش التي ترتدي ثوب القرابة هي واحدة من العديد من الظواهر السلبية، التي ترافق العملية الانتخابية، كونها توضع في خانة شراء الاصوات، بل ان هؤلاء الاقارب سواء من ناحية النسب او الاستفادة المادية يضعون بطاقاتهم الانتخابية في خدمة وزيرهم، كونهم في الغالب يصبحون من حزبه او كتلته حتى وان لم ينتموا فعليا لكتلة الوزير 
المعني.
قبل مدة كانت لي مراجعة لاحدى الوزارات من اجل انجاز معاملة، وحين ذهبت الى الوزارة المعنية وجدت احد الاصدقاء الذي قال لي إن أقارب الوزير هم من يستطيعون انجاز المعاملة، فهم مسيطرون على دوائر الوزارة وبعضهم يستحق المنصب الذي حصل عليه، والبقية لا يستحقون ولا يمتلكون من المؤهلات سوى قرابتهم من 
الوزير .
من المفارقات المحرجة التي تحدث ما بعد الانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة، هو مجيء وزير اخر يجري تعديلات على المناصب، فيصبح اصحاب المناصب من المتضررين، حيث يتحولون الى موظفين عاديين، بل ان بعضهم يضطر الى الانتقال الى دائرة اخرى، من اجل ألا يكون معرضا للسخرية وهذا ما حدث للكثير من افراد جيوش القرابة، وهذه الحالة لن نجد لها حلا في القريب العاجل مع أن أحدى أهم أمنياتي هو انتهاء هذه الظاهرة في وقت 
قريب.