الســحــر الالــكتـــــرونـــــــــــــــــــي

آراء 2021/06/16
...

    المحامية مريم كريم هاشم الخالدي  
من الظواهر السلبية التي انتشرت مؤخرا من خلال شبكات التواصل الاجتماعي انتشار آلاف المواقع الالكترونية، لممارسة السحر والشعوذة  والدجل، وادعاء العلاج الروحاني وقراءة الطالع ومعرفة الغيب و تحت مختلف التسميات لرد الحبيب والزواج، فمواقع السحر انتقلت من البيوت لتكون من خلال الانترنت.
 
 وأصبح السحرة يطورون اعمالهم ويستخدمون التقنية في التواصل مع ضحاياهم وعرض اعمالهم، التي يزعمون بانها خارقة، وتدعي بعض المواقع انها تستطيع ان تشفي الناس من امراضهم وتحل عقدهم ومشكلاتهم، وتفك السحر وتجلب الحظ وتزيد الرزق،  ويستعمل السحرة والمشعوذون عادة اشياء خاصة لممارسة طقوسهم من كتب وطلاسم ودمى ومساحيق وعظام وجماجم وقلائد،  والاستعانة بالأرواح والتعاويذ واشياء كثيرة لا يمكن حصرها. وان وجود عشرات المواقع الالكترونية الخاصة بممارسة السحر، يعني أننا أامام ازمة اجتماعية كبيرة، حيث إن العديد من المواطنين يسقطون ضحايا لأعمال  السحر والشعوذة، وتؤدي الى حدوث مشكلات، كالطلاق وتفكك الاسر، وبالرغم من ان السحر والشعوذة يعدان من الاعمال الغيبية، والتي تصعب الادلة الجنائية لا ثباتها، وان المشرع العراقي يعاقب على 
جريمة السحر وفقا لا حكام المادة (456) من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل، بوصفها من جرائم النصب والاحتيال، ولم يقتصر السحر على مواقع الكترونية، بل الى قنوات فضائية تروج 
للسحر والشعوذة ومع اتساع هذه الظاهرة الخطيرة، وان المشرع العراقي لم يعالج جريمة السحر و الشعوذة  والتنجيم بنص صريح بتجريم افعال الذين يقومون بأعمال السحر،خاصة للحصول على المال وابتزاز الناس واشاعة الافكار 
المضللة.
  إن جرائم السحر والشعوذة من الجرائم الذهنية  وتتحقق باستعمال الجاني الطرق الاحتيالية باتخاذ صفة غير صحيحة  وهي من الجرائم العمدية، ويجب وضع ضوابط لهذه المواقع واتخاذ الاجراءات القانونية بحق من يرتكب هذه الجرائم وبث الوعي وتحذير الناس من 
المشعوذين.