أ.د.جاسم يونس الحريري
كشف موقع Responsible Statecraft الاميركي في شهر نيسان/ أبريل2021 الأهداف الاسرائيلية الحقيقية لاستهداف البرنامج النووي الايراني وآخرها الهجوم على منشأة تخصيب اليورانيوم في (نطنز) من أجل (انتكاس البرنامج النووي الايراني)، كما وصفت ذلك وسائل الاعلام الاميركية. وأضاف هذا الموقع أنه (على مدى عقدين كانت اسرائيل سريعة في محاولة اغراق أي خطوة قد تتخذها الولايات المتحدة وايران في اتجاه حل خلافاتهما، وكانت تفعل ذلك في اللحظة الحاسمة التي يبدو فيها ثمة احتمالية لدفء العلاقات بين الطرفين تلوح في الافق. ولعل القاسم المشترك الاكثر اذهالاً في هذه السلسلة من المغامرات، هو ما تكشفه اسرائيل عن أنها مهددة من احتمالية تطور العلاقات بين واشنطن وطهران، والأكثر من من ذلك احتمالية حصول ايران على سلاح نووي. ويؤكد الموقع الاميركي ادراك اسرائيل أن (ايران لاتريد امتلاك سلاح نووي) وهي حقيقة عرضت ووثقت عن طريق صحيفة The New York Times في آذار/ مارس2012 لكن (اسرائيل) تعرف كذلك أن الاعتراف بهذه الحقيقة يمكن أن يزيل عوائق رئيسية امام انهاء الخصومة بين الولايات المتحدة وايران، ويفتح الباب أمام تطوير العلاقات بين البلدين، وبخطوة لاحقة أن أي تطور ايجابي في العلاقات بين واشنطن وطهران سوف يؤدي الى اعادة ترتيب في السياسات الاميركية بالشرق الاوسط، وبطريقة قد تقلل أهمية (اسرائيل) بالنسبة لاميركا، إذ تهدف (اسرائيل) ايجاد مناخ من التوترات المستمرة بين ايران والولايات المتحدة بجانب العزلة الشديدة والعقوبات القاسية. واليوم حسم الامر أكبر مسؤول استخباري سابق في الموساد الاسرائيلي (يوسي كوهين) رئيس جهاز الموساد الاسرائيلي المنتهي ولايته، حيث لمّح أن (اسرائيل) قد تقف وراء الهجمات الاخيرة التي استهدفت برنامج ايران النووي وعالم عسكري، من خلال مشاركته في البرنامج الاستقصائي بالقناة (12) الاسرائيلية (بوفدا)أي يعني (الحقيقة). كما وجّه كوهين تحذيرا واضحا لعلماء آخرين في البرنامج النووي الايراني بأنهم قد يصبحون أيضا أهدافا للاغتيال، كما تم ذلك مع العالم النووي الايراني (محسن فخري زادة)، الذي أشرف على برنامج طهران النووي منذ عقود في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، حتى في الوقت الذي يحاول الدبلوماسيون في فيينا على شروط لانقاذ اتفاق ايران النووي مع القوى العالمية. وقدّم كوهين وصفًا لعملية 2018 التي سرق فيها "الموساد" الأرشيف النووي الإيراني من خزائن في مستودع بالعاصمة الإيرانية طهران. وأكد أن العالم النووي الإيراني (محسن فخري زاده) كان تحت رقابة "الموساد" من دون تحمّل المسؤولية المباشرة عن اغتياله. وقال كوهين إن "الموساد" كان يراقب (فخري زاده) منذ سنوات، وكان قريبًا منه جسديًا قبل نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وهو الشهر الذي تم فيه اغتياله، في عملية نُسبت الى "الموساد". ورفض كوهين القول إن إيران، أقرب من أي وقت مضى، لامتلاك السلاح النووي، وقال "هذا ليس صحيحا".