مينا مثنى

 

تعدُّ القراءة من أههم الأشياء التي يقوم بها الإنسان للتمتع والاستفادة، فالكتاب هو خير جليس وهو المصدر الأهم للثقافة والحصول على المعلومات الصحيحة، ولكن مع تطور الزمن وظهور التكنولوجيا الحديثة استغنى الكثير من الناس عن قراءة الكتاب واستبدلوه بالقراءة عبر الانترنت واعتمدوا على ذلك كمصدر لثقافتهم، وعلى الرغم من ذلك فما زال الكتاب يحتفظ برونقه ومذاقه الخاص ومكانته لدى عشاق الكتب.

وتحرص الكثير من الدول على إقامة معارض للكتاب بين فترة واخرى، حيث يقومون بعرض كتب متنوعة في جميع المجالات وبمشاركة مختلف دور النشر، والكتاب، والشعراء. وذلك حرصا منهم على تثقيف شعوبهم، فضلا عما يمثله معرض الكتاب من أهمية في عرض الهوية الثقافية لكل دولة، لذلك تهتم أغلب دولة العالم بإبراز أفضل ما لديها من الكتب في معارض الكتاب الخاص بها في كل عام.

وبغداد تشهد في كل سنة هذا الحدث الثقافي المهم، الذي يستمر قرابة عشرة ايام تحت إشراف اتحاد الناشرين العراقيين ووزارة الثقافة، وخلال الثلاث السنوات الماضية شهد أكبر عدد من المشاركات منذ تائسيس المعرض قبل أربعة عقود، فقد وصلت عدد المشاركات في عام 2018 الى 600 دار نشر من 18 دولة عربية وأجنبية، أما في عام 2019 فقد حقق المعرض النجاح المطلوب، اذ شاركت فيه دور نشر تمثل 23 دولة. تحت شعار "كتاب واحد أكثر من حياة". 

تفتخر العاصمة العراقية بغداد بكونها تضم تراثاً أدبياً يعود الى عصر الدولة العباسية في القرنين التاسع والثالث عشر. والتي لا تزال آثارها موجودة في بعض شوارع وساحات بغداد التي تحمل أسماء كتّاب وشعراء مشهورين.

في عام 2020 شهد المعرض أشهرا من التأجيل بسبب جائحة كورونا إذ كان مقرر إقامته في بداية آذار الماضي إلا أن الاجراءات المشددة التي شهدتها معظم دول العالم مع تفشي فيروس كورونا حال دون افتتاحه في الموعد المحدد، ونجح الامر في نهاية العام وتم افتتاح المعرض في ديسمبر وحملت الدورة اسم الشاعر العراقي مظفر النواب، كما شهد مشاركة اكثر من 300 دار نشر من 21 دولة عربية وأجنبية، وتضم أجنحته نحو مليون عنوان يغطي مختلف الميادين المعرفية والابداعية والفنية، واتخذت ادارة المعرض جميع الاجراءات الاحترازية للوقاية من جائحة كورونا، ورغم تلك الظروف حقق المعرض نجاحاً جيداً واشاد به العديد من الكتاب والشعراء المشاركين، وشهد اقبالاً واسعا من قبل الجمهور الثقافي وبمختلف الاعمار.

ويتجدد الموعد هذا العام حيث تنطلق فعاليات معرض بغداد الدولي للكتاب يوم العاشر من حزيران الحالي ولغاية 20 من الشهر الحالي لمدة عشرة ايام على أرض معرض بغداد الدولي وتحت شعار {الكتاب -  وطن} بمشاركة اكثر من (220) دار نشر محلية وعربية وأجنبية، وفي طار تطبيق تعليمات خلية الازمة العراقية للحد من انتشار فيروس كورونا، حيث تم اتخاذ جميع الاجراءات من تجهيز بوابات للتعقيم ونصب منظومات تعقيم وتطهير في قاعات المعرض. 

الكتاب أشبه بالمعلم الذي يجعلك تنفتح على العالم الخارجي وتتعرف على الكثير من الثقافات الاخرى، لذلك يجب الحرص على مداومة القراءة والتردد على معرض الكتاب وشراء الكتب باستمرار لكي تتعرف على كل ما هو جديد في كل عام.