الفتوى بوصفها ثورة

آراء 2021/06/19
...

 حسين علي الحمداني
 
الفتوى التأريخية للمرجع الأعلى السيد علي السيستاني غيرت مجرى حربنا ضد الإرهاب، ومكنت قواتنا المسلحة من استرجاع معنوياتها بعد احتلال الموصل، تلك المعنويات التي جعلت البعض يشعر في لحظة إنها النهاية، وبالتالي نجد أن الفتوى كانت عبارة عن ثورة ضد الإرهاب الذي لم يعد يخفي أهدافه أو يتستر خلف مسميات كثيرة خاصة، أنه ارتكب واحدة من أكبر جرائم الإبادة في التاريخ عبر جريمة سبايكر، التي أكدت للجميع أن الإرهاب لا يستثني أحدا في هذا الوطن، وإن هؤلاء يجب أن يتم التصدي لهم بطريقة خاصة وحشد كبير وهمة 
عالية.
ونقولها للتأريخ بأنه في ذلك اليوم من عام 2014 لم يكن هنالك من يمتلك القدرة على تعبئة الناس وحثهم على مقارعة قوى الإرهاب إلا السيد علي السيستاني ذلك الرجل، الذي جعل حماية العراق وشعبه من أولوياته والتصدي لكل من يريد الشر بالعراق أرضا وشعبا 
ومقدسات.
وتلبية النداء من قبل أبناء العراق ما هو إلا تعبير صادق عن التصاقهم مع مرجعيتهم الرشيدة، ولم تكن الاستجابة لهذه الفتوى مقتصرة على شيعة العراق، بل كانت هنالك حشود من ابناء الأنبار والموصل ومن المسيحيين والأيزيديين وغيرهم من ابناء العراق المتنوع عرقيا 
ودينيا.
وهذا ما يجعلنا نقول إن الفتوى وحدت العراقيين من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، لأنها جاءت في لحظة تاريخية كنا بحاجة لمن يستنهض فينا الروح المعنوية ويكون محل ثقتنا، بعد أن فقدت الكثير من القوى السياسية ثقة الشعب بها والتزمت الكثير منها جانب الصمت عندما احتلت الموصل من قبل الإرهابيين، خاصة أن هذه القوى كانت تتصارع في ما بينها من أجل تقاسم نتائج الانتخابات وفق مصالحهم 
الضيقة. 
لهذا جاءت الفتوى في توقيتها المناسب وكانت من نتائجها الأولى إن استعادت قواتنا المسلحة بكل صنوفها معنوياتها وقدرتها في زمن قياسي جدا مدعومة بملايين العراقيين الذين حملوا أسلحتهم دفاعا عن 
الوطن.
ولن ينسى أبناء العراق يوم الفتوى وجمعة الجهاد الكفائي، ذلك اليوم الخالد في ذاكرة كل محبي العراق والمدافعين عنه.