فنّ الخطّ العربي بين تسجيله في اليونسكو واقتراح يوم خاص به

آراء 2021/06/19
...

 علي الحساني
 
لا يخفى على المهتمين ما يُمثّله فنّ الخطّ العربيّ من أهمّية في المحافظة على اللغة العربيّة كأحد مقومات الهُويّة الثّقافية العربيّة المُشتركة، وهو الوعاء الذي أسهم في تدوين وحفظ تراثنا العربيّ و الإسلاميّ الأصيل، فضلاً عن ميّزاته الإبداعية الفنّية والجماليّة والاجتماعيّة ذات البُعد الإنساني العميق، والتي تتمثل في أصالته وتفرده، والذي يعدّ من أغنى روافد الهويّة الثّقافية العربية والإسلامية، وقد استبشرنا خيراً وسرّنا الاهتمام الذي أولته الدول العربية التي رشّحت فنّ الخطّ العربيّ لإدراجه في القائمة التمثيليّة للتراث الثقافي غير المادي للبشريّة، بموجب اتفاقيّة اليونسكو لعام 2003 الخاصّة بحماية التراث الثقافي غير المادي، وتمّ رسميّاً تسليم الملفّ العربيّ المُشترك إلى الأمانة العامّة لمنظّمة اليونسكو بتاريخ 30 اذار 
2020. 
وقد حظي المُقترح بدعم المنظّمة العربيّة للتّربية والثقافة والعلوم، والتي أشرفت على جميع مراحل عمليّة إعداد هذا الملفّ والتّنسيق بين الدول العربية المُشاركة فيه وعددها ست عشرة دولة وهي: المملكة العربية السعودية، جمهورية العراق، جمهورية مصر العربية، دولة الإمارات العربية المتّحدة، المملكة الأردنية الهاشمية، مملكة البحرين، الجمهورية التونسية، الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، جمهورية السودان، سلطنة عمان، دولة فلسطين، الجمهورية اللبنانية، دولة الكويت، المملكة المغربية، الجمهورية الإسلامية الموريتانية، الجمهورية 
اليمنية.و هنا أود الإشارة إلى إسهامي في تعضيد هذا المقترح عبر كتابة المقترحات والتوقيع من أجل تعزيز هذه المبادرة، بعد أن وجّهت لي الدعوة من قبل السّيد مدير البيت الثّقافي في النّجف الأشرف الأستاذ رشيد كشكول، وقد بذل جهوداً مشكورةً وأرسل هذه المقترحات الى دائرة العلاقات الثّقافية في وزارة الثّقافة والسياحة والآثار، من أجل رفعها في ملف جمهورية العراق بوصفه بلداً عربياً مشاركا في إعداد هذا 
المقترح .
ويذكر باننا قمنا بنشر استبانة في مواقع التواصل الاجتماعي وذلك بتاريخ «25 /4 /2015» حول اقتراح اعتماد «يوم الخطّ العربي» ويكون بتاريخ الثالث عشر من شهر رجب في كل عام هجري والذي يوافق مولد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السّلام»، الذي يعدّ المعلم الأول لفنّ الخطّ العربيّ و هذا ما أورده الباحثون والمؤرخون على اختلاف مذاهبهم 
ومشاربهم. 
وقد رحّب عشرات الخطّاطين من أغلب بلدان العالمين العربي الإسلامي بهذا المقترح وأعلنوا تأييدهم 
وتفاعلهم.واليوم أجدد لحضراتكم و ذواتكم الكريمة هذا المقترح مرّة أخرى ليكون يوم 13 رجب من كل عام هجري هو يوم للخطّ العربيّ، ويتم فيه الاحتفاء بفنون الخطّ العربيّ و أربابه، عبر إقامة الفاعليات التي تتضمن المؤتمرات والمعارض الفنّية والندوات العلمية وورش العمل، كلّ في بلده أو إقامة نشاط دولي يجتمع فيه خطّاطو العالمين العربي والإسلامي بهدف إحياء هذا الفنّ الخالد، ونشره وبثه في 
مجتمعاتنا.