ومضة أفقية التفكير!

آراء 2021/06/22
...

 حسين الذكر
 
فــــــي الــــبــلــدان المـــتــحــــضــــرة - خاصة – تكون العملية الديمقراطية عبر ما يسمى بالانتخابات وصناديق الاقتراع الحرة الشفاف، التي يفترض ان تحقق هدفين اساسين، الأول تغيير أدوات الفساد بكل اشكالها ومواقعها بالشكل والمضمون، وثانيا البدء بمشروع الإصلاح على ارض الواقع من خلال برامج عمل واقعية تتناسب مع الحاجة الفعلية لخطط التنمية الآنية والمستقبلية بما يسمح لشعارات الانتخابات أن تترجم 
فعليا.
هنا الاعتماد بالتغيير لا يتأتى وينتظر من عملية الانتخابات وحدها بل تعتمد على منهجية القائمة وأهدافها ورجالاتها وانفتاحها وتكتلاتها، التي يكون تطبيق الأهداف المرسومة هدفا أساسيا راسخا للمراحل المقبلة، كذاك اقناع الشعب بضرورة التعاون، لغرض إزاحة كل معرقلات العمل والبدء بمرحلة جديدة غير معهودة من خلال مراحل الحياة السياسية العراقية السابقة، فإن الجماهير تنتظر الجديد بما يتناسب وتطلعات الناس، لاسيما المتظاهرين وما اطلق منهم من شعارات وسقوف مطلبية متنوعة، تمثل ملفات الحياة المتعددة، حتى اصبح من غير الممكن أن نحقق عملية انتخابية، من دون برامج عمل وتطلعات يمكن لها ان تختمر داخليا وتعبر الحدود متطلعة للتعاون مع العالم المتحضر للمساعدة في النهوض بمجالات الحياة كافة، كذاك ينبغي الانتباه الى نقطة معينة وشديدة الخطورة وهي تلك التي تتعلق بضرورة التغيير بالشكل والمضمون، اذا ما اردنا الإصلاح الحقيقي فان المراقب الواعي من النخب الداخلية والخارجية، لن يكتف بافراز عملية انتخابية يكون نتاجها (خلف وسلف)، فان أي اصلاح حقيقي سيبقى مجرد شعار تلوكه الناس من شدة الإحباط، ان لم يستهدف مكامن الوجع السابقة على مستوى الأفكار والقوانين والتكتلات المكرسة للملل والكلل في ابسط ما يمكن ان يطلق عليها واقل ما تنعت فيه، فالانتخابات تعني التغيير، والإصلاح، فان لم تحقق هذين الهدفين، ستكون مجرد وسيلة للمضي بذات الاليات والأدوات التي ستخرج عليها الناس مرة أخرى بل مرات ومرات،.
حتى يتحقق المطلوب، فحينما نستعرض مراحل سابقة نجدها متخمة بالامال والتطلعات والاحلام الخائبة والامال العريضة النائمة والمؤجلة،، بصورة تجعلنا نتطلع دوما الى افق بعيد يليق بالعراقيين تاريخيا وإمكانات ومكانة حباهم بها الله منذ الازل حتى يوم يبعثون، رحم الله من قال: (يتكلم العاقل عن أفكاره فيما السوقي يستقتل لبطنه وفرجه).