اللاعبات.. ثروة

الرياضة 2021/06/22
...

د.عاصفة موسى
قرأت قبل مدَّة خبراً عن تعطيل الاتحاد المركزي للجودو للفريق النسوي، إذ ناشد مدرب الفريق واللاعبات اتحاد اللعبة واللجنة الأولمبية ووزارة الشباب والرياضة للتدخل ودعم المنتخب النسوي، وعدم تعطيل أنشطته مهما كانت الأسباب.
مشكلة فريق الجودو النسوي جزء من حالة عامة تعاني منها الرياضة النسوية في العراق، وقد تحدثنا بها في أكثر من مناسبة، كما شكت خبيرات ولاعبات سابقات من توجّه بعض الاتحادات لدعم فرق الرجال على حساب الفرق النسوية، أمام صمت عجيب وغريب للجنة الاولمبية ومكتبها التنفيذي، وقد فسَّر البعض هذا الصمت في أنَّ رؤساء هذه الاتحادات هم أعضاء بالمكتب التنفيذي وليس من المعقول أن تتمَّ مناقشة قضية هم جزء منها أو متسببون بها.
وبحسب المعلومات التي وردتني فإنَّ هناك عدَّة أسباب لإيقاف نشاط المنتخب النسوي للجودو، أولها قضية خلافية على شرعية رئاسة الاتحاد، حيث انتقل هذا الخلاف إلى المدربين بل وحتى للاعبين أنفسهم، وهذا باعتقادي سبب مهمّ وإلا كيف نفسر قيام اتحاد أولمبي له باع طويل باللعبة بتعطيل مفصل من مفاصله المهمة المتمثل بالمنتخب النسوي، بينما يبرِّر خطوته هذه بالأزمة المالية وقلة الدعم وتداعيات كورونا التي تسببت في توقف العديد من أنشطة الاتحاد الداخلية والخارجية، وقد لاحظنا أنَّ بعض الاتحادات ومنها اتحاد الجودو تلجأ في مثل هذه الأحوال إلى الحلول الأسهل والممكنة في مقدمتها تعطيل النشاط النسوي على اعتبار أنَّ منتخبات الرجال أكثر عطاء وإنجازاً وأقل مسؤولية من منتخبات النساء، فاللاعبات وبسبب طبيعة المجتمع يحتجنَ إلى اهتمام ورعاية خاصة، وتوفير متطلبات لا يحتاجها اللاعبون الرجال كوسائط النقل وبناء علاقات طيبة بين المدربين وأسر اللاعبات وغيرها. وازاء كلّ هذا نقول إنَّ الرياضة النسوية في العراق تعاني الكثير، وتواجد لاعبات شابات في الأندية والمنتخبات مهم جداً ويجب على الاتحادات العمل على إدامة هذا التواجد لأنه كفيل باستقطاب لاعبات أخريات، لاسيما أنَّ الكثير من هذه الاتحادات تفتقر إلى خطط لاكتشاف المواهب الصغيرة من الفتيات وبالتالي، فإنَّ بعضها يشكو شحّاً باللاعبات والبعض الآخر يعاني العقم. معالجة مشكلة نساء الجودو من مسؤولية عدَّة جهات، الاتحاد والأولمبية ووزارة الشباب والرياضة التي عليها أنْ تدخل على خط الأزمة وتسهم في الحل، وتمنع الاتحادات من التلاعب بمقدرات اللاعبات، فكل لاعبة هي ثروة رياضية.