كاظم الحسن
تكاد منطقة الشرق الاوسط، لا تهدأ من الحروب والصراعات والنزاعات المتوالية،منذ اكثر من نصف قرن، تعيش هدنة لبعض الوقت ثم ترجع الى ما اعتادت عليه، كمنطقة ساخنة ومتوترة وهي بذلك، تهدر فرص التنمية والبناء والاعمار والرفاهية والحياة الرغيدة، وتصبح أسيرة الأزمات وحالة الطورئ، ومعطلة للقدرات والامكانيات في ادارة الدولة، وهذا ما انعكس على حياة الشعوب، سواء كانت البنية التحتية الاساسية لكل نهضة شعوب او البنية الفوقية، التي تتمثل في المعرفة والافكار وشتى اشكال التعليم المتقدم والذي تتنافس الدول الكبرى على اللحاق به، وهو ما يجعل تراتبيتها الصناعية او الزراعية او العلمية في مكانة متقدمة، ومحل حسد الشعوب والامم على الارض، وهذا ماتصبو اليه الشعوب الحرة وتتغنى به الامم المقتدرة.
الحروب ومغامرات الجنرالات او صناعها وتجارها تخلق المزيد من المحن والمآسي والدمار والخراب وحتى المنتصر فيها هو خاسر ايضا، لمن يرى أبعد من الاوسمة والنياشين ولك ان تتخيل كم من المشاريع تتوقف، وكم من فرص التطور والارتقاء تتعطل وتخرج الدول التي تخوض الحروب مكبلة بالديون والعجز المالي وتتسول المعونات، من هنا ومن هناك وترتهن ارادتها السياسية لهذا الطرف او الاخر، تحت ضغط العوز والانهيار الاقتصادي والتضخم وتردي العملة وانعدام القدرة الشرائية؟.
انها كارثة من كل النواحي ولكن الاعلام المأجور والمطبلين للحرب والمرتزقة التي تعتاش على مائدة الحروب، هم من يجملونها ويزمرون لها وكأنها نزهة او سفرة سياحية.
أسوأ ما في الحروب عندما تكون بالنيابة، تطوع للحرب مجانا، كما حدث في الحرب الايرانية – العرقية، والتي وسمت بالدفاع عن البوابة الشرقية، وكأن العراق هو ناطور لها بعدما أكلت من عمر وحياة البلد ما أكلت.
وهذه التجربة المريرة التي عاشها البلد لا بد ان تكون عِبرة للجميع، لكي لا تكون هناك حروب بالوكالة على ارض هذا البلد الجريح،يكفي ماذاقه من اهوالها ومصائبها وما زالت اثارها شاخصة ليومنا هذا، ويدفع العراق ثمنها باهظا لتلك الحماقات التي لا موجب لها.
من العقل والحكمة والمنطق الا يكون العراق ساحة صراعات يدفع فاتورتها وهو لا ناقة ولا جمل في هذه الكريهة كما يطلق العرب على الحرب هذه التسمية، وهم سادتها.
وكانت لهم أشهر، يتوقفون فيها عن الحروب وتسمى الاشهر الحرم، فما احوجنا الى سني الحرم وليس الى الاشهر، بعد معاناة طويلة ومهلكة من درزينة حروب لم تتوقف فيه ماكنة الدماء المراقة على ارض السواد وكأن العراقي خلق ليحارب.