مناهجنا الدراسية

آراء 2021/06/26
...

 حسين علي الحمداني
 
شهدت العملية التربوية في العراق في السنتين الأخيرتين حالة خاصة، فرضتها ظروف جائحة كورونا وما ترتب عليها من تقليص في الدوام صاحبه تقليص في المنهج المدرسي، وهو أمر اتخذته الكثير من دول العالم من أجل نجاح العام الدراسي وعدم توقفه.
ما نريد أن نشير إليه هنا أن هنالك نقاطا عدة، علينا أن نتوقف عندها ونضعها أمام المعنيين في وزارة التربية، وأهمها بالتأكيد إن عملية تقليص المناهج وتكييفها كما يؤكد الكثير من المختصين إنها لم تؤثر في الرصانة العلمية لمختلف المراحل الدراسية، وبالتالي هذا يضعنا أمام تساؤل محدد هل إن مناهجنا تحتاج لحذف تام وليس مؤقتا؟ وهل هنالك مواضيع ليست مهمة أو يمكن الاستغناء عنها؟ وبالتالي نطرح السؤال الأكثر إلحاحا وأهمية هل نحتاج لمناهج دراسية جديدة؟.
علينا أن نقول نعم مناهجنا الدراسية فيها الكثير من المواضيع يمكن الاستغناء عنها، خاصة في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة وأن إعداد هذه المناهج خاصة العلوم والرياضيات وحتى اللغة الإنكليزية بحاجة ماسة لإعادة نظر وتقليص، بسبب عملية التكرار الكثيرة جدا من صف لآخر من جهة،ومن جهة ثانية  تحتاج لوقت أكثر مما هو موجود في العام الدراسي في العراق، والذي لا يمكن أن يتم اكمال المنهج في الظروف الطبيعة ما لم تكن هنالك دروس 
إضافية.
لهذا وجد الكثير منا أن عملية حذف الكثير من المواد والفصول لمختلف المراحل الدراسية بسبب جائحة كورونا هو عملية تصحيح للمنهج المدرسي العراقي، وأن عملية تكييف المناهج قلصت الكثير من الجهم على الطالب والمدرس معا في إيصال المادة العلمية المطلوبة فعلا، والتي يحتاجها الطالب في المرحلة الدراسية التي هو فيها، ومن جانب آخر هو اعتراف ضمني من قبل وزارة التربية بأن ما تم حذفه لا يقلل من رصانة المادة العلمية المطلوبة، وبالتالي يمكن الاستغناء عنه تماما وإعداد منهج مدرسي جديد يكون أكثر واقعية من جانب،ومن جانب آخر يؤدي الغاية والهدف المطلوب تحقيقه.