قمة بغداد وتكامل القدرات

آراء 2021/06/27
...

 د. فاضل حسين البدراني
 
حتى جاء هذا اليوم الذي تنعقد فيه قمة بغداد بين العراق ومصر والأردن لعام 2021، رغم تأجيل اللقاء بين الرؤساء الثلاثة لاسباب متعددة لثلاثة اشهر عن الموعد السابق في 27/ 3/ 2021. 
لكن الإصرار لدى البلدان العربية الثلاثة على عقد قمة بغداد بمشاركة رئيس مجلس الوزراء بالعراق مصطفى الكاظمي وملك الاردن عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إنما يعبر عن مواقف جدية بالاستمرار واستكمال مقررات قمتي القاهرة والبحر الميت بالاردن، فاللجان التنسيقية تواصل عملها واجتماعاتها على طول المدة الماضية، ومن المفترض أن تكون قد قطعت شوطا متقدما في تنضيج القرارات والاتفاقات بشأن عمليات التبادل التجاري بين هذه البلدان، وتبادل الخبرات في مجالات التكنولوجيا والزراعة والصناعة والبحث العلمي وصولا الى التعاون الأمني، وبانعقاد القمة الحالية تكون أطرافها أصبحت أمام مسؤولية التحول من العملية البحثية أو النقاشية الى العملية الاجرائية.
وعندما تأجلت قمة بغداد بسبب حوادث القطارات في آذار 2021 بمصر، كانت تمثل تعطيل لكل الأمور، بل وزرعت التشكيك لدى بعض الجهات بعدم انعقادها، لكن مسألة إحيائها بهذا الوقت، إنما يكشف للراي العام مدى تمسك الأطراف المعنية في انضاج كل الأفكار والحاجات والمطالب الواردة من اللجان المنبثقة عن القمتين السابقتين، كونها فعالية لها أكثر من بعد، فالأول منها سينعش الواقع في المجال التجاري والاقتصادي والاجتماعي، وأما الثاني فهو نجاح تسجله البلدان الثلاثة في اختبار صدقيتها إزاء موضوع التعاون بين العراق والاردن ومصر، ستنتظر منه شعوب هذه البلدان تقدما ملموسا على أرض الواقع وتوفير فرص عمل وتمتين الاقتصادات، والتعامل بآليات تسهم في رسم مسار جديد لعلاقاتها. فقمة بغداد تمثل خطوة نجاح عندما تغير من واقع الحال المعروف بالركود والازمات السياسية والانكماش الاقتصادي، الى أجواء يملؤها التفاعل والاندماج وتقريب وجهات النظر، لأنه عندما تنتعش التجارة والصناعة والزراعة والكهرباء وبقية الفعاليات، في أي بلد بالعالم، سيسود الهدوء والانسجام والوئام، فاقتصاديات العالم واسواقها لم تعد تتحمل مسألة الانكماش، وجائحة كورونا أعطت درسا بليغا للدول، بأهمية وضع الخطط وابرام التحالفات مع بعضها بعض وتطبيق مبدأ تكامل القدرات، وتجاوز هذه المرحلة العصيبة، ونتطلع لقمة بغداد أن تفضي لتعاون وانفتاح بين هذه البلدان الشقيقة وتحويل الملفات الى واقع حال ملموس يخدم 
الجميع.