«العمدة} مطالب بغرس مفاهيم عقلية الفوز واللعب القوي والإبداع الآني

الرياضة 2021/06/27
...

 قراءة: علي النعيمي 
 
تابعت الجماهير الكروية بشغف كبير، مشاركة منتخبنا الشبابي لكرة القدم في بطولة العرب المقامة حالياً في القاهرة وقد استهلها بخسارة غير متوقعة امام جزر القمر بأربعة اهداف مقابل ثلاثة وفوز مستحق على الفريق اللبناني بهدفين نظيفين، وبينما يختتم دور المجموعات مساء اليوم بلقاء مصيري ومهم امام متصدر المجموعة واقوى المنتخبات “السنغال” الذي جاء بدعوة برفقة “أوزبكستان” لإضفاء الاثارة والندية على مواجهات التجمع التحضيري، وهنا لا بد من ان نتوقف عند مفاهيم أخرى تسعى الاتحادات الاوروبية الى زرعها في منتخباتها العمرية ونطالب مدرب منتخبنا الشبابي عماد محمد بترسيخها في اذهان لاعبيه ، بعيداً عن التكتيك وطرق اللعب وانظمة التشكيل العددي التي تعد من صلب واجباته التقليدية، ونعني هنا مفاهيم ثقافة الفوز وتهيئة اللاعب ذهنيا صوب اللعب الخشن وفكرة افتكاك الكرة والحيازة بالإضافة الى قدرة اللاعبين أصحاب المواهب على ابتكار الحلول الفردية والآنية والخططية خلال المباريات وتخضع تلك المفاهيم الى كورسات خاصة تسمى بثقافة اللعب او الإدراك الذهني التلقائي عند اللاعب من اجل الارتقاء بقراراته الذاتية التي يتخذها لحظة اللعب نظرياً وبأجزاء من الثانية قبل اتخاذ القرار المناسب باستخدام المهارة المطلوبة التي تنسجم مع الحالة الخططية .
 
ثقافة الانتصار او عقلية الفوز
ويعتمد هذا المفهوم على الحافز المعنوي والنظري المتعلق بترسيخ «عقلية الفوز» او بـما يعرف بـ (Winning Mentality) لدى اللاعبين ابتداءً من المراحل العمرية وانتهاء بالمنتخب الوطني الاول اي التحلي بذهنية الانتصار عبر (الجهد، والمثابرة، واتخاذ المبادرة عندما يكون اللاعب قائداً فاعلا في الفريق عبر هضمه للواجبات مع الايمان بقدراته الذاتية في الفوز) اذ كانت عقلية المدارس التخصصية الكلاسيكية تؤمن فقط بالتشجيع على ممارسة الكرة وترسيخ بعض الجوانب الخططية وتطوير المهارات لكن سرعان ما تحولت الى ثورة هائلة في طرق التدريب لصقل المواهب المهارية وحاليا بدأت معظم اكاديميات العالم تجتهد في اعداد الموهبة التي تؤمن بالفوز وقدرتها على حصد الجوائز بالإضافة الى اجادة اللعب باكثر 
من مركز.
 
اللعب القوي والسجال الخططي
المفهوم الاخر يتعلق بالجانبين البدني والفني ويخضعان الى تدريبات خاصة بشأن ضرورة اعتماد اللعب الخشن والقتال الشرس على الكرة فقط لا على اقدام اللاعبين الذي يعرف بـ (Aggressive Play)  كون نوعية اللاعبين في هذه الفترة بحاجة الى نوعيات خاصة من التمارين تركز على القوة في افتكاك الكرة والالتحامات البدنية في وسط الملعب والصراعات البدنية المشتركة في مناطق حيوية في الملعب او في طرفي الميدان لا سيما في حالات لاعب ضد لاعب وستكون السمة المرافقة لجميع المنتخبات علاوة على السجال التكتيكي في جميع أوقات المباراة وهذا ما نلمسه في بطولات أوروبا وافريقيا تحت 17 ، 18 19 ، 21 عاما نلاحظ القوة في الصراعات الثنائية ورغبة الفرق في استعادة الحيازة بأسرع وقت وتجنب الانذارات او إيذاء زملائهم والايقاع العالي في مجاراة المنتخبات لبعضها البعض .
 
الابتكار الذاتي أو الابداع الآني
المفهوم الاخر هو الارتقاء بقدرة اللاعبين الذهنية في تصرفهم العقلي في الملعب والاجتهاد في التصرف وإيجاد الحلول في المواقف الصعبة والاقتراب من مرحلة ابداع اللاعب اللاتيني او فطرة الموهبة الافريقية داخل الملعب التي تبتكر حالات اللعب خلال الـ 90 دقيقة بمعزل عن تعليمات المدربين ونوعية التدريب، وقد وضعت مناهج مكثفة لمعالجة تلك النقاط المؤثرة في تكوين اللاعبين، لأن الابداع الآني وتوظيف المهارة يرتبطان مباشرة بثقافة اللعب داخل الميدان و يشيران الى جودة الخامات الكروية الموجودة.
 
جيل جديد
من خلال مشاركة المنتخبات العراقية السابقة في المراحل السنية وسبقت لنا الإشارة اليها في وقفات سابقة بعد سؤال عدد من المدربين الذين اكدوا أن هناك مشكلة  وهي عندما يتجمع اللاعبون معا يعودون فوراً الى طباعهم المتوارثة في التفكير والتصرف خلال اللعب بعيداً عن المفاهيم الثلاثة، فضلا عن ضعف التأسيس وغياب التدريبات الحديثة التي تسهم في تطوير الفئات العمرية وترسيخ المهارات الأساسية والأساليب الخططية المنسجمة مع إمكانيات اللاعبين وخصائصهم وتطبيق لعب سلس غير معقد في البناء والتحضير، لذا نأمل ان يهتم الطاقم التدريبي بالمفاهيم أعلاه من اجل المضي قدما بتكوين جيل كروي مثالي يتقن اللعب الحديث ويؤمن بأهمية احتواء مواهب المهجر الى جانب الموهوبين في ملاعب العراق المختلفة والكف عن مشاعر الكراهية التي يحاول البعض اثارتها بين الحين والأخر خلال المشاركات الخارجية ويكفي ان قضية انسحاب اللاعب شوان سيروان خير دليل على ضعف التعامل الابوي واحتواء الموقف من قبل الطاقمين الإداري والفني وان طريقة صياغة البيان الذي اصدرته التطبيعية كانت بائسة ونضع عليها العديد من علامات الاستفهام لدرجة اننا نتساءل هل ان اللجنة الفنية والهيئة التطبيعية يعلمان حقاً بأساس المشكلة وطريقة حلها ام لا ؟ّ .