بسمة نوري
في داخل كل انسان هناك حس بالفن ، يتذوق الألوان والجمال والتناغم بين المتناقضات . وعندما نلمس هذا الحس في كل عمل نقوم به ، او يقوم غيرنا به نشعر بالرضا .
والفن أنواع منها الحسي والسمعي والبصري . ولكنني أقول : “الفن هو موهبة جعلها الله في البشر “ ولكن يظهر باشكال مختلفة وحسب الطريقة التي يقدم بها .
على مر العصور كانت الفنون تعبر عن حالة اجتماعية تحت ظرف معين يمر به الانسان . ومن ابرز الفنون واقدمها هو “ فن الرسم “ ، وان اول الرسامين على وجه الأرض هو الانسان البدائي الذي اتخذ من جدران الكهوف لوحات يرسم عليها ما يجول بخاطره ، ورموز مستخدمة تعبر عن الانسان او القبيلة او العائلة ، وكذلك الحيوان الذي دجنه او حاربه ليتغلب عليه او يتجنبه . وكذلك الأدوات التي استخدمها في حياته كالرمح والسيف والقوس .
اما الفحم هو المادة الأساسية في رسومه ، ثم الاصباغ النباتية . وبمرور الوقت اصبح الرسم على الاواني والاقمشة وغيرها . و بعض القبائل الافريقية ترسم على اجسادها نقوشاً تعبر عن المنزلة مثل رئيس القبيلة او محارب او كاهن ، او طقوس دينية منقوشة على جدران المعابد .
ان سبب اهتمام الانسان بالرسم حتى وان لم يكن بارعاً في الرسم جاء لترجمة ما بداخل الرسام والتعبير عن أفكاره وادراكه بان ما يرسمه قد يحرك مشاعر او خواطر ذلك الانسان المشاهد .
وزاد الاهتمام به على مر الزمن واصبح مجال الرسم واسعاً وكبيراً تختلف به مدارسه التعبيرية ( التجريدية ، الواقعية ، السريالية ، التكعيبية ، الخيالية ) . وهناك من اتخذه مهنة له ، ومنهم من شغف به واتخذه هواية له .
وقد دخل الرسم مجال التقنيات أيضا ، فهناك برامج الرسم العديدة ( الفوتوشوب ، كورال ، بينت ... ) وبها تنتج الرسوم الكارتونية او رسوم الأطفال المتحركة او المجلات وافلام القصص العالمية وغيرها .
لنتأمل رسوم الفنانين بجميع أعمارهم ، هي الإحساس الصادق والخارج على اللوحة وبالوان هي معاني الحياة التي يعيشها ويحلم بتحقيقها .