الحوافزُ الماديَّة والمعنويَّة في العمل.. دافع الى الابداع

اسرة ومجتمع 2019/02/19
...

يونس جلوب العراف
وسط الضغوط الحياتية المتعددة يبقى الحافز الحقيقي هو ما يجعلك تعمل حتى لو كان عملك صعباً ومملاً وقدرتك الجسدية ليست بمستوى ذلك العمل، فالحافز هو الشيء الأساسي لكل منا لكي يعيننا على استمرار الحياة ولكن عندما يغيب الحافز في الحياة، يغيب معه كل شيء والحياة تصبح بلا طعم، لأنه يجعلنا ننتج ونبتكر ونتقدم إي هو الطاقة التي من دونها لا نستطيع أن نتحرك خطوة واحدة إلى الأمام اونستطيع انجاز أهدافنا التي نسعى إليها في مشوارنا الحياتي.  
شحنات ايجابية
يقول عبدالله محسن وهو خبير في التنمية البشرية: ان الانسان يواجه في حياته اليومية الكثير من الضغوط والمصاعب ما يسهم في تأثره نفسياً وعدم قدرته على اداء اعماله بالمستوى المطلوب لذلك يحتاج الى شحنات ايجابية وهو ما نسميه الحوافز وهي مجموعة من العوامل الّتي تعمل على إثارة القوى الحركيّة في الإنسان وتؤثّر في سلوكه وتصرّفاته وتسهم في تطوير ادائه العملي .
واضاف: ان الحوافز التي تشجع العاملين في مختلف المجالات تشمل كل الأساليب والوسائل التي من شأنها حثّ الموظّفين والعمّال على أداء واجباتهم بجد وإخلاص، وتشجيع العاملين على بذل أكبر جهد زائد عن المعدل، في مجال الإنتاج. وتابع :ان أنواع الحوافز من حيث هدفها تقسم إلى قسمين: الأداء الجيّد حيث تُعطى الحوافز هنا مقابل الأداء العادي أو الجيّد، وهو ما كانت تشترطه النظريّات الكلاسيكيّة في الإدارة؛ حيث كان المتوقع من الفرد أن يزيد من الأداء العادي أو الجيّد، وإذا انخفضت مستويات الأداء بمرور الوقت لتصل إلى الحد الأدنى للأداء وهو الذي يحفظ للفرد وظيفته فيتقاضى راتبه ويحصل على الحوافز المقررة أي أنّ العامل قد يستمر في وظيفته نتيجة أدائه الحدّ الأدنى الّذي يضمن عدم طرده من عمله، وكذلك الحال في المنظّمات البيروقراطية فإنّ حوافز الأداء الجيّد مثل التّرقية، والتّقدير والعلاوات وغيرها تقرّر في الغالب بناءً على مدى التزام الفرد بالأداء المقرّر، ولا يتوقّع منه أن يزيد عليه أو يطوّره أو يجدّد فيه.
واكد: ان المعامل والمصانع التي لها باع طويل وشهرة كبيرة تقوم بتكريم الأداء الممتاز حيث تقدّم الحوافز هنا للشّخص صاحب الأداء الممتاز، والّذي يتضمّن قدراً من الابتكار والتّجديد، وهذا ما تسعى إليه الاتّجاهات الحديثة بالإدارة مثل: منهج الإدارة بالأهداف مثلاً، فإنّها تتضمّن حوافز تقدّمها الإدارة مقابل الأداء الممتاز المبتكر الّذي يضيف العامل من خلاله للعمل شيئاً جديداً، كأن يتوصّل إلى طريقة جديدة للأداء توفّر بعض الوقت أو الجهد، أو تبسّط الإجراءات، وتختصر خطوات العمل، أو تتمكّن من تحقيق اقتصاد في التّكاليف، أو تقدّم للإدارة اقتراحاتٍ نافعة، وتختلف نواحي الإبداع بالطّبع من منظّمة لأخرى، ومن وظيفة لأخرى، ومن مهنة لأخرى، وتقوم الإدارة بتحديد نواحي الإبداع والتميّز والتّجديد في ضوء مجالها الخاص وبيئتها المحيطة التي تقدّم عنها حوافز خاصة.
 
حاجات الانسان
يرى محمد سامي وهو مدير تنفيذي لاحدى الشركات الاهلية ان: الموظف اوالعامل يبحث عن الاماكن التي توفر له الحوافز الماديّة والتي تتعدّد أشكالها وتختلف صورها من قطاع إلى آخر، وتتمثّل هذه الحوافز في المكافآت الماديّة، ويعتبر الحافز النّقدي المادي من أهم طرق الحوافز في هذا الوقت؛ وذلك لأنّ النقود تشبع كلّ حاجات الإنسان تقريباً، وهي حقيقة واقعة ذات أثر ملموس بعكس الوسائل الأخرى. 
واضاف :إنّ الحوافز الماديّة تتناسب مع مفهوم النّاس في الظّروف الرّاهنة التي تمر بها البلاد فعن طريق المال تستطيع إشباع ضروريّات الحياة من مأكل ومسكن، كما أنّ المال يعتبر ضروريّاً للصحّة والتّعليم، بالإضافة إلى قدرته على توفير كماليّات الحياة والمركز الاجتماعي، فكل ذلك يعتمد على المال إلى حد كبير ويتمثّل المال في الأجر الّذي يتقاضاه الفرد مقابل ما يقوم به من عمل، ويوزّع هذا الأجر على العامل أو الموظّف بطرق شتّى، وهي تختلف من منظّمة لأخرى طبقاً لطبيعة العمل ونظام الأجور المتّبع داخل كل منظّمة، ونجد أنّ كلّ طريقةٍ من هذه الطّرق لها أثرها البالغ في تحفيز ودفع العامل لزيادة الأداء والاستمرار في العمل. 
 
المكافأة النقديَّة 
من جهته يقول احسان محمد وهو مدير شركة حكومية : ان الحوافز تدخل فيها جميع المغريات الماديّة والمعنويّة عند زيادة الإنتاج أو تحسين مستواه، وتعتبر من أفضل الأساليب في تحريك الأفراد العاملين في معظم الحالات لأنها تشيع مناخاً صحيّاً مناسباً في ظروف العمل المحيطة، ولتنوعها لتشمل أكبر شريحة من العاملين.
 واضاف ان :الحوافز الإيجابية تنمّي روح الإبداع والتّجديد في العمل لدى العاملين، لأنها تتلاءم ورغبات العامل بحيث تترك بعض النّتائج الإيجابيّة على مجريات العمل مثل حافز المكافأة النّقدية التي تمنح للعامل مقابل قيامه بعمل يستدعي التقدير. 
وتابع  ان الهدف الرئيس لهذا النوع من الحوافز هو تشجيع الأفراد العاملين، وحثّهم على إحداث السلوك المرغوب فيه، وخير مثال على هذا النوع من الحوافز هو: عدالة الأجور الأساسية، ومنح الأكفّاء علاوات استثنائية، وثبات العمل واستقرار الفرد في عمله،مبيناً ان  الحوافز الإيجابيّة لها أثرها الملموس في تقوية الرابط بين الحافز والأداء، واستخدام الحافز عندما يحقّق العامل إنجازاً متميزاً وجيداً يؤدي بالضرورة إلى الاستمرار في تحقيق مزيد من الإنجاز في الأداء.
 ويرى ان :هذه الحوافز تكون فعّالة ومؤثّرة عندما تستخدم فور قيام العامل بالتصرف المطلوب، فالمكافأة على سبيل المثال لا تكون قادرة على التّأثير الإيجابي في السلوك ما لم يتوفر شرطان هما: أن تكون الحوافز مشروطة ومتوقّفة على معدّل الأداء الكمّي ومستواه النّوعي، فكلّما كان الإنتاج عالياً وجيّداً يزداد تبعاً لذلك حجم الحافز. 
ونبه الى ضرورة أن تؤدّي الحوافز إلى إشباع حاجات معيّنة يشعر العامل بضرورة إشباعها، فإذا لم يستطع الحافز إشباع الحاجات والرّغبة لدى العاملين فإنّه يفقد قدرته التحفيزية وتكون فائدته شبه منعدمة ، لافتا الى ان مكافأة نوعيّة العمل وهي رتبة في الدّرجة تمنح اعترافاً بالأداء ذي النّوعية العالية، وهو يجاوز الأداء المقرّر للوظيفة من حيث نوعيّة وكميّة العمل والمعرفة الفنيّة. 
وتمنح هذه المكافأة بالإضافة إلى الزّيادة السنويّة، وهي مبلغ نقدي، أو جائزة عينيّة، أو كلاهما تمنح لموظّف واحد من الموظّفين في المنشأة في كلّ عام لتميّزه وإبداعه في العمل، ولإسهاماته البارزة، على أن يكون مستوفياً لمعايير استحقاق مكافآت الانضباط الوظيفي وهناك مكافأة الانضباط في العمل  وهي مبلغ نقدي يمنح لمجموعة من الموظّفين في السّنة بمعدّل حصّة واحدة لكلّ قطاع، ومن شروطها الحضور المبكّر إلى العمل وعدم التّأخير، والتّواجد في مكان العمل، وعدم الانصراف خلال الدّوام، وعدم التغيّب عن العمل إلّا في الإجازات السنويّة.