الشاعرة فيسوافا شيمبورسكا

ثقافة 2021/07/10
...

  ترجمة: أحمد كاظم سعدون
 
فيسوافا شيمبورسكا هي شاعرة وباحثة ومترجمة بولندية، ولدت سنة 1923، وتناولت في أعمالها موضوعين أساسيين هما الحرب والإرهاب.
تستخدم شيمبورسكا أساليب أدبية مثل السخرية وجمع المتناقضات والتصريح المقتضب لإلقاء الضوء على الوساوس بطريقة (الكوميديا السوداء).
في كلمتها أثناء حفل تسلمها جائزة نوبل عام 1996 قالت: (لا أعرف! هي مفردة بجناحين، لو أن نيوتن قال لنفسه :لا أعرف، لكان في أحسن الأحوال سيلتقط التفاحة ويأكلها.. لكن إذا كان الشعراء لايعرفون، فمن الذي يعرف؟!. وحدهم الجلادون والدكتاتوريون والمأفونون ومتملقو الجماهير يعرفون، لكنهم يعرفون مرة واحدة وإلى 
الأبد!.. الدهشة ضد الخبرة إذا،هي ما أتاح لها أن تمسك براءة الطفولة بيد وحكمة الشيخوخة في يد). ومن قصائدها:
 
(1) قصيدة أبناء لعصرنا
نحن أبناءٌ لعصرنا؛
عصرنا سياسيّ.
كل الشؤون، ليلَ نهار،
شؤونك، شؤوننا، شؤونهم،
شؤون سياسيّة.
أعجبك أم لم يعجبك،
جيناتك لها ماضٍ سياسيّ،
لبشرتك مظهر سياسيّ،
لعينيك سيماءٍ سياسيّة. 
ماتقوله له طنينٌ؛
ما تسكت عنه مكشوف.
في كلا الحالتين سياسيّ.
حتى حينما تتجه إلى التلال
فأنت تتَّخذ خطواتٍ سياسيّة
على أرضٍ سياسيّة.
حتى القصيدة السياسيّة هي سياسيّة،
فوقنا يضيء ُ القمر،
الذي لم يعد فضيّاً.
تكون أو لاتكون، ذلك هو السؤال.
سؤالٌ؟ أيّ سؤال؟، عزيزي خذ هذا الاقتراح:
سؤالٌ سياسيّ.
لاينبغي عليك أن تكون بشراً
لتنال أهميةً سياسيّة.
النفطُ الخام سيفعل ذلك،
او أيِّ طعامٍ مركزٍ ، أو مادةٍ خام.
أو حتى طاولة مؤتمرٍ شكلها 
مَثار نزاعٍ لشهور عديدة:
أوينبغي علينا أن نتفاوض في الحياة والموت
على طاولةٍ مستديرةٍ أو مربعة؟
خلال ذلك يموتُ الناس
الحيواناتُ تجمدُ
والحقول ستنمو جافةً
كما في تلك الأزمنة القديمة
والأقل سياسة.
 (2) قصيدة انعطافة القرن
  
كان يُفترَضُ أن يكون أفضل من سواه، قرننا العشرون
لكن لم يكن له وقت ليبرهن على ذلك
سنواته تحتضر
خطواته قلقة
أنفاسه واهنة 
أحداث كثيرة  قد حدثت حتى الآن
ما كان يفترض بها أن تحدث
وما لا ينبغي حصوله
حصل
كان يفترض بالربيع أن يكون في طريقه
والهناءَة بين أشياءٍ أُخَر 
كان  للخوف أن يغادر الجبال والوهاد
والحقيقة كان عليها أن تَتُمَّ قبل الكذب 
مصائب معينة 
كان ينبغي لها ألاّ تحدث مراراً
كالحرب، المجاعة..  الخ
 عجزُ الأعزل 
كان يُفتَرَضُ أن يُحترم
كذلك هو الحال مع الثقةِ والحُبّ
كلّ من أراد الاستمتاع في العالم
واجهَ مهمَّةً مستحيلة
البلاهةُ ليست مسليَّةً
الحكمةُ ليست مُبهِجةً
الأمل؛
ما عادت الفتاة الشابة نفسها
.. إلى آخره. واحسرتاه 
أخيراً كاد الإله أن يثقَ بالإنسان
الطيِّب ُ والقويّ
لكن الطيِّب والقويّ
لا يزالان شخصين مختلفين
كيف نعيش؟ أحدٌ ما سألني عبر رسالة،
وفي نيتي أن أسأل الشخص ذاته نفس السؤال .
مرة أخرى، وكالعادة
وكما هو مبين أعلاه
ما من أسئلةٍ أكثر أهميةً
من تلك الساذجة منها.
 
المصدر
The End and the Beginning