كرتنا والباذنجان

الرياضة 2021/07/15
...

علي الباوي
في كلِّ مرَّة وعند الاستحقاقات الصعبة نقع في هذا الارتباك ولا نحسب أيَّ حسابٍ للتوقيتات والظروف.
ليست أحجية ولكن هل تعلمون أنَّ الأولمبي لديه مدرب ولكنّه بلا لاعبين؟ والمنتخب الوطني الذي تأهَّل إلى المرحلة الحاسمة من التصفيات المونديالية يمتلك وفرة من اللاعبين ولكنّه بلا مدرب؟ .
الجماهير الرياضية وحتى المتابعون من جميع الدول صُدِموا بموقف الهيئة التطبيعية في اتحاد كرة القدم مع مدرب منتخبنا الوطني السلوفيني كاتانيتش، وبالرغم من الإنجازات التي حققها هذا المدرب إلا أنه تعرَّض لغبن كبير بعدم تسلمه رواتبه لمدَّة سبعة أشهر، وبالطبع التخلي عنه في هذه المرحلة الحرجة ليس صائباً بل يُعد كارثة إذا ما نظرنا إلى التواريخ المقبلة وما يتطلبه الأمر من تحضيرات للدخول في التصفيات النهائية المؤهِّلة لكأس العالم في قطر العام المقبل.
لا توجد مسوِّغات حقيقية لمثل هكذا تصرفات لا يسعنا إلا أنْ نصفها بالعبثية وغير الواعية، فكاتانيتش له الحقّ في الحصول على جميع مستحقاته من دون تأخير أو مماطلة والرجل فعل خيراً حينما لم يتخلَّ عن المنتخب وأكمل التصفيات الأخيرة متفوقاً ومتأهلاً إلى الدور الحاسم وبعدها طالب بمستحقاته.
إنَّ ما يحدث على هذا الصعيد مخاطرة بل انتحار غير مسبوق فليس من المعقول أنْ نغيّر المدرب في هذا الوقت الحساس ولكن على ما يبدو أنَّ التطبيعية بيَّتت هذه النية، مجازِفة بمستقبل الكرة العراقية المهدَّد أصلاً بالحرمان من الدخول إلى التصفيات إذا ما أقرَّ القانون حقوق كاتانيتش.
لماذا نقع في هكذا أخطاء ومن المسؤول؟ ومن تلك العقلية التي تُدير اتحاد كرة القدم على هذه الشاكلة اللا معقولة؟ وهل توقعوا أنْ يسكت كاتانيتش ولا يتسلّم حقوقه أو لا يصل إليه أيُّ مبلغ حتى تنتهي فعاليات كأس العالم؟ أو أنَّ اتحادنا دأب على الأفعال الهوجاء؟.
حلم العراق في الصعود إلى كأس العالم تأخّر منذ عام 1986 وفي كلِّ مرَّة نسقط في شباك التخطيط السيئ مع العلم أنَّ مدَّة 4 سنوات كافية لإعداد خطة طموحة للمنتخب كي ينال استحقاقه في التواجد بين فرق العالم.
لا أحد يمكنه أنْ يخمِّن ماذا يدور في رأس وزارة الشباب والهيئة التطبيعية فمأساتنا تبدو على الجانبين في غاية التعقيد، فهذا منتخبنا الأولمبي الذي كان طوال تاريخه أساساً ورديفاً للوطني وحقق إنجازات باهرة في الأولمبياد إلا أنّه الآن يعاني التفكك رغم التعاقد مع المدرب التشيكي سوكوب ليتولى المهمة إلا أنّه حضر ولم يجد المنتخب.
ما الفائدة من القادة والإداريين وكلِّ مجالس الكرة وحكمائها إذا كنا نجتر الكوارث نفسها ونكرِّر هفواتنا بتعمد! صدقاً أتساءل بصوت عالٍ يتبعه صدى التنهدات، أين نحن من المنطق وهل استبدلناه حقاً بالباذنجان.