أمراض وأدوية مختلفة تسبب تلفاً للأعصاب المحيطيّة

من القضاء 2019/02/22
...

ترجمة : شيماء ميران
الجهاز العصبي المحيطي هو الذي يوصل الأعصاب من الدماغ  والحبل الشوكي الى بقية أجزاء الجسم، فالاعصاب مسؤولة عن اعادة الاشارة العصبية الحسية الجسدية الى الدماغ، وأي ضرر او تلف للاعصاب يعطّل وظيفتها الطبيعية يسمّى الاعتلال العصبي المحيطي.
وينتج الاعتلال عن إصابة اي جزء في الجسم او خلل يصيب النظام العصبي او بسبب وراثي، وهناك أكثر من مئة نوع مختلف للاعتلال العصبي وكلّ نوع له أعراض وطرق علاج محددة، ويمكن تصنيف اعتلالات الأعصاب الطرفية حسب نوع العصب المتضرر المسؤول، كاعتلال عصب وحيد او اعتلال أعصاب متعددة وهو الأكثر شيوعا.
الاعصاب الطرفية تضم ثلاثة أنواع هي الاعصاب الحسية المرتبطة بالجلد والحركية المرتبطة بالعضلات واللاإرادية المرتبطة بالاعضاء الداخلية، ويمكن أن يؤثر الاعتلال المحيطي على المجموعات الثلاث او على واحدة منها فقط.
ان اكثر الاشخاص عرضة للمرض الذي لعوائلهم تاريخ معه او مصابين بحالات غير ظاهرة، اعراض الاعتلال العصبي المحيطي كثيرة منها خدر وتنميل وألم حاد واخز في اليدين او القدمين، ضعف او ثقل في الذراعين والساقين وتساقط الاشياء من اليدين، ترقق الجلد وهبوط ضغط الدم، العجز الجنسي وخصوصا لدى الرجال، الامساك وعسر الهضم او الاسهال وفرط التعرّق وغيرها.
 
مسببات مختلفة
قد يكون داء السكري من أكثر مسببات الاعتلال شيوعا فينتج عنه خدر وألم وفقدان الاحساس بأطراف الجسم، فضلا عن داء السمنة وارتفاع ضغط الدم وخصوصا لمن تزيد أعمارهم عن الاربعين عاما، وبحسب مركز الاعتلال العصبي المحيطي في جامعة شيكاغو فإنّ ما يقارب 60 % من مرضى السكري يصابون بتلف في الاعصاب نتيجة ارتفاع مستويات السكر بالدم.
وهناك أمراض مزمنة أخرى تتلف الاعصاب مثل اعتلالات الكلية وارتفاع نسبة السموم بالجسم تضر بالنسيج العصبي، او قصور الغدة الرقية الذي يسبب احتباسا للسوائل والضغط في النسيج العصبي، او الالتهابات المزمنة التي قد تتلف الأنسجة الضامة المحيطة بالأعصاب، وكذلك يعد نقص فيتامينات (E, B-1, B-6K, B-12) وهي اساسية لصحة ووظيفة الاعصاب سببا آخر للمرض.
الاصطدام الجسدي هو أحد المسببات ايضا خصوصا في حوادث السيارات والوقوع أرضا والكسور او البقاء بوضع ثابت لفترة طويلة. 
ومن المسببات التعرّض للسموم الكيميائية ايضا كالغراء والمذيبات والمبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق، اما عن طريق سوء استخدامها او التعرّض لها في العمل.
وقد تهاجم انواع محددة من الفيروسات والبكتيريا النسيج العصبي مسببة تلفا للاعصاب الحسية ينتج عنها موجات من الالم الناري، اما امراض الايدز والنقص المناعي وامراض المناعة فتؤثر بعدة طرق على الاعصاب مسببة ألما شديدا في اطراف الجسم، كما ان بعض انواع الادوية كمضادات الاختلاج وادوية الضغط وخفض الكوليسترول قد تضر بالاعصاب ايضا.
 
التشخيص والعلاج
اما تشخيصه فهناك عدة طرق، أولها الفحص السريري والسؤال عن التاريخ العائلي مع المرض، ثم اجراء فحوصات اخرى كفحص الدم وقياس مستويات الفيتامينات والسكر فيه، وتحديد ما اذا كان الهرمون الدرقي يعمل بشكل صحيح، او اجراء تصوير مقطعي او رنين مغناطيسي لمعرفة ما اذا كان هناك انزلاق او ورم غضروفي ضاغط على العصب، واحيانا تؤخذ خزعة من العصب باقتطاع جزء من النسيج العصبي لفحصه تحت المجهر.
وتعتمد طريقة العلاج على الحالة غير الظاهرة فلو كان السبب داء السكري فمن المهم جدا السيطرة على مستويات السكر بالدم، اما اذا كان هناك نقص بالفيتامين فعلاجه بتصحيح نسبته في الجسم.
وقد تكون الادوية المسكنة مثل اسيتامينوفين ومضادات الالتهاب غير الستيرودية كالاسبرين والبروفين مفيدة في علاج الالم.
والكثير من وصفات ادوية علاج الالم تكون مفيدة في السيطرة على شدته كالعقاقير المخدرة وادوية مضادة للصرع والاكتئاب وكذلك مثبطات انزيمات الأكسدة الحلقية 2 والترامدول وحقن كورتيكوستيرويد وعلاجات التشنج كجابابنتين وبريغابالين وبعض وصفات علاج الضعف الجنسي لدى الرجل كالفياغرا وفاردنافيل وتادالافيل وآفانافيل.
وهناك عدة علاجات يستخدمها الطبيب للسيطرة على اعراض الاعتلال كاستخراج البلازما وازالة الاجسام المضادة المنرفزة من مجرى الدم، وان كان المريض يعاني من احصار في العصب فيحقن الطبيب المخدر مباشرة للعصب. 
كما يوجد طريقة تحفيز الأعصاب إلكترونيا عبر الجلد بإرسال اشارات كهربائية عن طريق الجلد بهدف تعطيل اشارات الالم العصبية الذاهبة للدماغ، ويفضلها الكثير من المرضى لانه علاج بدون ادوية.
اما الجبائر المريحة تكون مفيدة اذا كان الاعتلال العصبي يؤثر على الساقين او القدمين او الذراعين واليدين فهي توفر الدعم لجزء الجسم المصاب وهذا يخفف من حدة الالم.
ويجد الكثيرون ارتياحا نوعا ما باتباع بعض الطرق مثل الوخز بالإبر او المساج او ممارسة رياضة اليوغا، وقد يتعرض مرضى الاعتلال للاصابات المنزلية؛ لذا فيجب عليه ان يرتدي ما يحمي قدميه دائما من الاشياء المؤذية، وفحص حرارة ماء الاستحمام بالكوع وليس باليدين والقدمين فضلا عن وضع مقبض او ممسك في حوض الحمام وحصيرة لمنع التزحلق، ووجوب عدم البقاء فترة طويلة بوضع معين وخصوصا اصحاب العمل المكتبي، ويفضل الاقلاع عنهما واتباع حمية غذائية صحية وممارسة الرياضة المعتدلة بشكل منتظم، اما مرضى السكري فعليهم دائما العناية بالقدمين وغسلهما وتفقدهما وترطيبهما بالكريمات يوميا.
 
 
عن موقع Healthline