كشفت "سامسونغ" الأسبوع الفائت عن هاتف ذكي مزوّد بشاشة قابلة للطيّ ونموذج يتماشى مع الجيل الخامس من الانترنت "5 جي"، في خطوة هي الأولى من نوعها في القطاع سمحت لها بالتقدّم أشواطاً على منافسيها، وأبرزهم "آبل".

وبعد 12 سنة عل طرح هاتف "آي فون" في السوق، كان حدث الأربعاء الفائت جدّ مرتقب في أوساط القطاع الذي شهد أول تراجع له العام الماضي ويسعى إلى ابتكار منتجات جديدة لإنعاش السوق المتخمة.

 

"غالاكسي فولد"

وخلال عرض ضخم أقيم في سان فرانسيسكو، كشفت المجموعة الكورية الجنوبية عن نموذج جديد قد يستخدم كهاتف أو كجهاز لوحي بفضل شاشة قابلة للطيّ. ومن المرتقب أن يطرح "غالاكسي فولد" في الولايات المتحدة في السادس والعشرين من نيسان بسعر 1980 دولاراً.

وتصعّد "سامسونغ" بالتالي من حدّة المنافسة مع خصمها الأبرز "آبل" الذي لطالما اعتبر الأكثر ابتكاراً في هذا المجال وبات يصعب عليه تقديم ابتكارات تثير إعجاب المستخدمين.

وشهدت مبيعات هواتف "آي فون" انخفاضاً شديداً في أواخر العام 2018.

وقال دي جي كوه مدير قسم الأجهزة المحمولة في المجموعة "يشكّل غالاكسي فولد ثورة، خصوصاً أنه يدحض مزاعم المشككين في قدرة القطاع على الابتكار الذين يقولون إنه ما من جديد يمكن استحداثه اليوم، فزمن الابتكارات قد ولّى في سوق متخمة بالنسبة إليهم. ونحن هنا لنثبت لهم عكس ذلك".

وتعدّ هذه المنتجات الجديدة بمثابة نصر لـ "سامسونغ" التي تكبّدت سلسلة من النكسات المدوّية خلال السنوات الأخيرة، من بينها سحب أحد نماذجها في العام 2016 وإدانة وريث هذه الإمبراطورية. كما تكبّدت المجموعة العملاقة انخفاضا في المبيعات سنة 2018.

وتمتدّ شاشة "فولد" مطويّة على 4,6 إنشات، في حين تبلغ مساحتها 7,3 إنشات عند تحويل الهاتف الذكي إلى جهاز لوحي. وكلّما ازداد حجم الشاشة، تسنّى للمستخدم استعمال عدد أكبر من التطبيقات.

وبحسب خبراء، ليس الهدف من هذا النموذج الجديد إغداقه على السوق بل إثارة إعجاب المستخدمين واستحداث فئة جديدة من المنتجات قد تنهض بالسوق الراكدة.

 

قاعدة غير متجانسة

وقدّمت "سامسونغ" أيضا طرازا يتماشى مع الجيل الجديد من شبكة الانترنت "5 جي" التي يتمّ نشرها حاليا لتأمين اتصالات أكثر سرعة وأمناً.

لكنها لم تكشف لا عن سعره ولا عن موعد طرحه في السوق، مكتفية بالإشارة إلى احتمال تسويقه اعتباراً من الربع الثاني من العام في الولايات المتحدة عند مشغّل الاتصالات "فيرايزون" بداية.

 

"غالاكسي اس 10"

كما عرضت الشركة الأولى عالمياً في مجال الهواتف الذكية نماذج جديدة من أحدث مجموعاتها "غالاكسي اس 10" تتراوح أسعارها بين 749 وألف دولار تتميّز بشاشة أفضل وأداء أقوى للبطارية وتصوير أكثر دقّة.

وتشترك سلسلة Galaxy S10 كثيرًا في الجانب الخارجي، لكنها مختلفة من الناحية الداخلية، وهي تتميز بالزجاج الواقي Gorilla Glass 6 المصنع من قبل شركة Corning، وداعمة لمعيار IP68 لمقاومة الماء، بحيث تتحمل الغمر تحت عمق 1.5 متر لمدة تصل إلى نصف ساعة.

وتزعم شركة Corning أن الزجاج يتحمل حتى 15 سقوطاً متتالياً من ارتفاع متر واحد على الأسطح الخشنة، وأنه أقوى مرتين من زجاج Gorilla Glass 5 المستخدم لحماية أجهزة S9.

وابتعدت شركة سامسونغ عن ماسح القزحية، وهو علامة مميزة في سلسلة Galaxy S و Note منذ العام 2016، مع وجود مستشعر الضوء المحيط وسماعة الأذن، ولعلَّ أكثر ما يلفت الانتباه هو الثقب الذي يبلغ طوله 6 ميليمترات تقريباً في الزاوية العلوية اليمنى، والذي تم تشكيله بدقة لاستيعاب الكاميرا الأمامية.

وتطلق سامسونغ على التصميم اسم "Infinity-O"، والذي طرح لأول مرة على هواتف سلسلة سامسونغ Galaxy A8 من الفئة المتوسطة، والتي أطلقت في شهر كانون الثاني.

وتأخذ الفتحة على هواتف Galaxy S10 و Galaxy S10e شكل دائرة مثالية، حيث يتضمن الهاتفان كاميرا أمامية واحدة، بينما تتوسع الفتحة ضمن هاتف Galaxy S10+ لاستيعاب كاميرا أمامية مزدوجة.

ويأتي هاتف Galaxy S10 بشاشة Super AMOLED بقياس 6.1 إنش بدقة 3040×1440 بيكسل وبكثافة 550 بيكسل بالإنش تتوافق مع HDR.

بينما يأتي هاتف Galaxy S10+ بشاشة بقياس 6.4 إنش بدقة 2280×1080 بيكسل وبكثافة 438 بيكسل بالإنش، في حين يأتي هاتف Galaxy S10e بشاشة بقياس 5.8 إنش بدقة 3040×1440 بيكسل وبكثافة 522 بيكسل بالإنش.

 

بصمة إلكتروستاتيكية

واستخدمت سامسونغ لأول مرة مستشعر بصمة إلكتروستاتيكي مضمن تحت زجاج العرض في هواتف Galaxy S10 و S10+، في حين يفقتر جهاز S10e إلى مستشعر كهروستاتيكي، لكنه يحتوي على زر للاستيقاظ مع ماسح ضوئي سعوي.

وهناك كاميرا ثلاثية الاستشعار وفلاش LED حول الجزء الخلفي من S10 و S10+، وكاميرا مزدوجة الاستشعار في الجزء الخلفي من S10e، أما بالنسبة للأجزاء السفلية من الهواتف، فإنَّ هناك منفذ USB من النوع C، وميكروفوناً، ومقبس سماعة رأس 3.5 ميليمتر، ومكبر صوت يعمل بالتوازي مع سماعة الأذن لتقديم صوت ستيريو.

وتأتي الكاميرا الخلفية لهواتف Galaxy S10 و S10 Plus بعدسة أساسية بدقة 12 ميغابيكسل بفتحة f1.5/2.4 متغيرة مع تثبيت صورة بصري، وعدسة ثانوية بدقة 16 ميغابيكسل واسعة للغاية بفتحة f2.2، وعدسة ثالثة مقربة بدقة 12 ميغابيكسل مع تكبير بصري بقدرة 2x وفتحة f2. 4، مع تثبيت صور بصري وتركيز تلقائي للكشف عن المرحلة.

أما الكاميرا الخلفية لهاتف Galaxy S10e، فتأتي بعدسة أساسية بدقة 12 ميغابيكسل بفتحة f1.5/2.4 متغيرة، وعدسة ثانوية بدقة 16 ميغابيكسل واسعة للغاية بفتحة f2.2.

ويقلب الوضع التلقائي Automatic mode في تطبيق الكاميرا الفتحة إلى f/1.5 تلقائيًا عندما تنخفض الإضاءة المحيطة إلى مستوى معين، وتعمل ميزة اكتشاف المشهد على ضبط إعدادات الألوان مثل التباين وتوازن اللون الأبيض وتمكين HDR بناءً على المناظر الطبيعية والناس والحيوانات والكائنات داخل الإطار.

ويوصي تطبيق الكاميرا بالتحول إلى العدسة ذات الزاوية الواسعة جدًا عندما يكون ذلك مناسبًا، مع ضبط أوضاع الصور الفوتوغرافية وصور السيلفي والصور البانورامية وغير ذلك الكثير.

وتوفر الكاميرا إصداراً أسرع وأكثر دقة من تقنية التركيز الثنائي Dual Pixel من سامسونغ لتقليل التشويش متعدد الأطياف، وكما هي الحال مع S9 و Note 9، فإنَّ سلسلة S10 تعمل على تحسين الصورة من خلال التقاط 12 لقطة للصورة، وتقسيمها إلى ثلاث مجموعات، وتوليد صورة مركبة. أما بالنسبة إلى الكاميرات الأمامية من سلسلة S10، فإنَّ الأمر يعتمد على الهاتف، إذ يحتوي جهازا S10e و S10 على كاميرا أمامية بدقة 10 ميغابيكسل مع فتحة f/1.9، في حين أن جهاز S10+ يحتوي على كاميرا أمامية مزدوجة بعدسة بدقة 10 ميغابيكسل بفتحة f/1.9 وعدسة بدقة 8 ميغابيكسل بفتحة f/2.4.

وعندما يتعلق الأمر بالفيديو، فإنَّ بإمكان هواتف سلسلة S10 تسجيل مقاطع فيديو بدقة 4K، مع دعم اختياري لميزة HRD10+، كما يمكن تسجيل فيديوهات الحركة فائقة البطء Super Slow-Mo بمعدل 960 إطار في الثانية.

وتقوم جميع الهواتف في سلسلة S10 بتشغيل صوت ستريو عبر سماعة الأذن ومكبر صوت، والتي يتم ضبطها من قبل AKG Acoustics، مع دعم تقنية DSD وتقنية الصوت المحيطي Atmos 3D من دولبي.

 

معالج ثوري

وتعمل هواتف S10 and S10+ بواسطة معالج Exynos 9820 و Snapdragon 855، بحيث تحصل نسخ أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وهونغ كونغ والصين واليابان على معالج كوالكوم، في حين تحصل نسخ بقية العالم على معالج سامسونغ.

وتدعم جميع الهواتف الذكية تقنية Adaptive Fast Charging من سامسونغ وتقنية Fast Wireless Charging 2.0.

ويحتوي هاتف Galaxy S10e على بطارية بسعة 3100 ميلي أمبير، في حين يحتوي هاتف Galaxy S10 على بطارية بسعة 3400 ميلي أمبير، أما هاتف Galaxy S10+ فيتضمن بطارية بسعة 4100 ميلي أمبير.

ووفرت سامسونغ ميزة مشاركة الشحن اللاسلكي عبر ما تطلق عليه اسم Powershare، حيث يمكنك استخدام S10 لإعادة شحن ملحقات Qi بدون أسلاك عن طريق وضعها على الجزء الخلفي من الهاتف أسفل الكاميرا.

ويتوفر هاتف Galaxy S10e بسعر 750 دولارا، في حين يتوفر هاتف Galaxy S10 بسعر 900 دولار، أما هاتف Galaxy S10+، فيتوفر بسعر 1000 دولار، وتأتي سلسلة Galaxy S10 بثلاثة ألوان هي الأسود والأخضر والأبيض، على أنْ يتوفر اللون الأزرق في الأسابيع المقبلة، بالإضافة إلى توافر S10e باللون الأصفر.