الجماهير تتحوَّل إلى قوَّة ضاغطة لصناعة القرار

الرياضة 2021/08/12
...

 الحلة: محمد عجيل 
لم تعد الجماهير وسيلة للتصفيق ومصدراً للهتافات على مدرجات الملاعب بل تحوَّل الأمر في المدة الاخيرة إلى قوة ضاغطة لصناعة القرار داخل الاندية سواء الجماهيرية او المغمورة فهناك العديد من المدربين تغيروا بين ليلة وضحاها، وهناك قرارات شطبت وصنعت اخرى في غرف الادارات في منظر يوحي بسيطرة جماهيرية شبه تامة بقيادة الفرق الكروية.
وما شهدته اروقة نادي الزوراء وقبلها السماوة والقاسم والديوانية من ضغوط جماهيرية لامور تتعلق بالمدربين  ما هو الا تأكيد إلى ما ذهبنا اليه.
يا ترى هل هو ضعف الاندية وهيآتها العامة او واقع حال عالمي تشهده حتى الاندية الاوروبية؟.
يقول الزميل الصحفي محمد المطوق: هذا واقع حال فرضته شعبية كرة القدم وهوس الجماهير التي لن تقبل من الان وصاعدا أن تكون رقما مكملا في المعادلة الكروية وما شاهدناه في قضية نادي الزوراء والمدرب راضي شنيشل خير مثال على ذلك حيث يسعى عشاق النوارس إلى التأثير في قرار الادارة وثنيها عن ابعاد المدرب وهي ليست طرفا معنيا بالمناكفات المطروحة والمهم لديها مسيرة الفريق الكروي.
واوضح أنَّ الجماهير اصبحت ورقة ضاغطة شاءت الاندية او لم تشأ وعليها أن تتعايش مع هذا الواقع وان كان مر المذاق وارى أنَّ الراي والراي الاخر وسيلة للنهوض وليس للاخفاق واعتقد أنَّ كرة القدم وجدت من اجل  جماهيرها وليس لاداراتها ومن هنا ارى من المنطق الاستماع إلى وجهة نظر تلك الجماهير.
بينما قال المدرب البصري عقيل هاتو: إنَّ الجماهير اصبحت سلاحا ذا حدين، بين المؤازرة وقوة الضغط على المدربين والاندية، وفي الاولى ايجابيات اما الثانية فتحمل سلبيات قد تعيق الانجاز الكروي لان المزاجات مختلفة والتوجهات ليست جميعها في مصلحة العمل الكروي.
واشار إلى أنَّ ما حدث في نادي الزوراء لم يكن الاول من نوعه ونحن في نادي الميناء تعرضنا إلى تدخلات  ابعد من ذلك، مبينا انه يرى قوة الجماهير الضاغطة اصبحت مصدرا للقرارات سواء كانت سلبية او ايجابية.
وحذر هاتو من موجة جماهيرية غاضبة في اغلب الاندية بعد رفع قرار حظر الجماهير عن الملاعب لانها ستكون قريبة جدا من المباريات والمدربين والادارات مما يؤدي إلى تغييرات كبيرة في السلوكيات والتصرفات قد تتسبب في صناعة قرارات بين يوم واخر بما يخص تنحية المدربين وابعاد اللاعبين وحتى استقالة الادارة برمتها مما يتطلب ايجاد ثقافة جديدة مبنية على الإسهام في صنع القرار والعمل على اقناع تلك الجماهير بالقرارات الادارية وتشكيل لجان داعمة وتفعيل الجانب الاعلامي الذي يقرب وجهات
 النظر.
واعرب المدرب هاتف شمران عن امله في ردم الفجوة التي قد يصنعها البعض بين الاندية وجماهيرها بعد التطور الكبير الذي شهده العالم حيث لم يعد الجمهور متفرجا على المباريات بل محلل ومشارك في تشخيص الاخطاء وانتقاد الخطط الكروية.
ولفت إلى انه لن يتفاجأ بوجود هتافات جماهيرية على ابواب الاندية تطالب باقالة مدرب او استقطاب اخر لان ذلك هو ديدن كرة القدم شعارها الجماهير وانجازها لا يقدم الا للجماهير والمهم أن نكون متفهمين للمطالب سواء كمدربين او كادارات لان الجمهور هو الرقم الثاني عشر في الملعب ولا يمكن الاستغناء عنه ومثلما يريد اللاعبون او المدربون التشجيع عليهم القبول بالاراء التي تصدر عن المدرجات.