هل تنجح المدرسة الهولندية بقيادة منتخبنا الى مونديال الدوحة؟

الرياضة 2021/08/16
...

 الحلة: محمد عجيل 
 
دخل منتخبنا الوطني بكرة القدم معترك الاعداد البدني والمهاري والنفسي، استعدادا لخوض التصفيات النهائية المؤهلة الى كاس العالم التي ستقام نسختها المقبلة في العاصمة القطرية الدوحة 2022، ويلعب اسود الرافدين في مجموعة تضم الى جانبهم كلا من منتخبات ايران وكوريا الجنوبية، اضافة الى ثلاثة منتخبات عربية هي سوريا ولبنان والامارات، واستهل ابناء الرافدين فترة اعدادهم بمعسكر تدريبي اقيم في اسبانيا تحت اشراف المدرب الهولندي ادفوكات، وهي التجربة الاولى من نوعها للكرة العراقية التي بقيت عدة سنوات تعتمد على اسلوب الكرة البرازيلية الذي تمكن من أن يقودها للتواجد في مونديال المكسيك عام 1986 بقيادة المدرب زاغالوا، ويبدو ان طريقة اختيار المدرب الجديد كانت خالية تماما من دراسة اسلوب المدارس الكروية الاوروبية، وان تسميته كانت تحصيل حاصل للظروف التي يمر بها المنتخب الوطني وفي مقدمتها المالية، لكن السؤال الذي نطرحه ومعنا عشاق الكرة العراقية هو هل ستنجح الكرة الهولندية بقيادة منتخبنا الوطني الى التواجد للمرة الثانية في كاس العالم ؟.
 
أسلوب الكرة الهولندية 
أولا لابد من الاشارة الى ان الكرة الهولندية هي جزء لا يتجزأ من الكرة الاوروبية، التي استحوذت على الانجازات العالمية سنوات عدة بفضل اعتمادها على القوة البدنية واللعب الجماعي، ثم انتقلت في العقد الاخير الى السرعة والمناولات المتقنة القصيرة، وربما يعلم القارئ ان اسلوب الهولنديين من خلال تواجدهم في بطولات اوروبا وكأس العالم ولا سيما في مونديال المانيا عام 1974 هو اعتماد الكرة الشاملة من خلال السيطرة على المساحات وتوسيعها عند الاستحواذ على الكرة، ثم تضييق تلك المساحات عند فقدانها لغرض اضاعة الفرصة على المنافس في الاحتفاظ بالكرة، كما تعتمد على اسلوب الضغط على المنافس وتطبيق مصيدة التسلل .
وفكرة الكرة الشاملة لم تخدم الهولنديين انفسهم، والدليل انهم لم يحققوا انجازا يذكر برغم وصولهم اكثر من مرة للمباراة النهائية، سواء في البطولات الاوروبية أو كاس العالم، بوجود نجوم لامعين امثال كرويف وريكارد وماركو فان باستن ورود غوليت، مما يعني ان الحظوظ هي التي تبتسم في لعبة كرة القدم، وكل ما نتمناه ان يبتسم حظ منتخبنا الوطني بصحبة ادفوكات في ظل تفاؤل يسود الشارع الكروي بعد مرور فترة على تواجده مع اسود الرافدين بمعسكرهم التدريبي في اسبانيا.
 يقول المدرب كريم صدام الذي كان احد الجنود الذين تواجدوا في مونديال المكسيك ان الكرة الاوروبية وبالخصوص الهولندية تعتمد على السرعة في نقل الكرة، من خلال المناولات القصيرة المتقنة، وهو ذات الاسلوب الذي تنتهجه منتخبات مجموعتنا لاسيما ايران وكوريا الجنوبية، وعليه فإن ادفوكات يعرف جيدا من اين تؤكل الكتف في ظل اعتماد يكاد يكون شبه كلي على الجانب المهاري في تمرير الكرة. 
 
حرص اللاعبين 
ويرى كريم صدام ان الانتقال من اسلوب لعب المدرسة البرازيلية الى الهولندية ليس بالامر السهل، فهو يحتاج الى وقت، وبما اننا نمر بوقت ضيق نتيجة تأخر تسمية الملاك التدريبي، لذا فان الأمر الحاسم في هذا الامر هو حرص اللاعبين وارادتهم ورغبتهم في التعلم من افكار المدرب وتطبيقها على ارض الواقع من دون تكاسل او ملل.
 واضاف: كانت هناك شكاوى من تهاون وانفلات في المرحلة الماضية، واعتقد بأن ذلك ليس في مصلحة احد، سواء من اللاعبين أو الملاك التدريبي.
 ويعبر المدرب جاسب سلطان عن تفاؤله وهو يرى عن بعد بعض لقطات من الوحدات التدريبية، وقال ان الكرة الاوروبية لها تأثير واضح في كرة القدم العالمية، لأن اسلوب السرعة من اهم مميزات الكرة الحديثة التي ظهرت في مونديال روسيا 2018، وبالتالي فإن ادفوكات سيشكل طفرة نوعية عند اللاعبين، وهو يركز بالدرجة الاساس على اتقان المناولات، وهو امر كان مفقودا في صفوف منتخبنا الوطني عدة سنوات، كما انه يعتمد على منهجية الضبط، وهي منهجية من شانها رسم معالم شخصية جديدة لدى اللاعبين. 
 
العمل بصمت 
من جهته اشار المدرب سعد عبد الحميد الى ان واحدة من سمات المدرب الاوروبي هي العمل بصمت بعيدا عن جعجعة التصريحات التي يتميز بها المدرب البرازيلي، واعتقد بأن ذلك جزء من اسلوب الكرة الهولندية التي قدمت للعالم اسلوبا جديدا في بطولة امم اروربا التي احرزت كأسها عام 1988 بقيادة الاسطورة ماركو فان باستن، وهي بالتالي مدرسة خرجت مدربين افذاذا امثال ريكارد وكومان، واوضح عبد الحميد ان ادفوكات سيعمل شيئا مع الكرة العراقية اذا ما خدمته الظروف بشكل افضل من حيث تامين مباريات على مستوى عال، وعدم التدخل في شؤونه الفنية، مع مراعاة توفير الاجواء المالية الملائمة له وللاعبين، والى ان تعلن صافرة النهاية توقف مشوار التصفيات المؤهلة الى كأس العالم، تبقى قلوبنا مفعمة بالامل في أن نرى علم بلادنا يرفرف بين اعلام الدول المشاركة في مونديال
 الدوحة .