عشرات الضحايا في انفجار مروّع هزّ شمال لبنان

الرياضة 2021/08/16
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
هز انفجار عنيف شمال لبنان أمس الأحد مخلفاً العشرات بين قتيل وجريح، في وقت حرّك فيه قرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة برفع الدعم عن المحروقات "المياه الحكومية الراكدة"، بل إن هناك من صار يتحدث عن تشكيل وشيك جداً للحكومة، مؤكداً أن الدخان الأبيض سينطلق من قصر بعبدا مؤذناً بولادة الحكومة المرتقبة بعد غدٍ الثلاثاء.
وتزامنت المؤشرات التي باتت تتحدث عن انفراجة حكومية قريبة وتشكيل وشيك للفريق الوزاري، مع انفجار مروع هز شمال لبنان فجر أمس الأحد، وأسفر عن مقتل 28 شخصا في الأقل وإصابة 79بينهم حالات حرجة، جراء انفجار خزان وقود في منطقة "التليل" في قضاء عكار، كما جاء ببيان وزير الصحة اللبناني حمد حسن.
بدوره، قال الجيش اللبناني في بيان: إنه "بتاريخ الـ 15 من آب، قرابة الساعة الثانية فجراً، انفجر خزان وقود داخل قطعة أرض تستخدم لتخزين البحص في بلدة التليل- عكار، كان قد صادره الجيش لتوزيع ما بداخله بين المواطنين، مما أدى إلى سقوط عدد من الإصابات بين مدنيين وعسكريين".
وأكد الجيش أن "التحقيقات بوشرت بإشراف القضاء المختص لمعرفة ملابسات الانفجار"، ولفت البيان إلى أن مديرية المخابرات أوقفت قيد التحقيق المدعو (ر.أ) ابن صاحب قطعة الأرض التي انفجر فيها خزان الوقود في بلدة التليل-عكار.
 الرئيس اللبناني ميشيل عون بدوره أعرب عن ألمه الشديد جراء ضحايا انفجار خزان المحروقات في منطقة عكار، الذي أودى بحياة عشرات الضحايا البريئة، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى، وقال: إن "هذه المأساة التي حلت بمنطقة عكار العزيزة أدمت قلوب جميع اللبنانيين الذين يقفون اليوم مع أبناء المنطقة في هذه المحنة التي ألمت بهم"، وطالب عون باستنفار القوى والاجهزة الامنية والصحية في المنطقة لمكافحة الحريق والعمل على نقل المصابين الى المستشفيات والمراكز الصحية وتقديم الاسعافات لهم على حساب وزارة الصحة، كما طلب من القضاء المختص اجراء التحقيقات اللازمة لكشف الملابسات التي ادت الى وقوع الانفجار، وتكثيف البحث عن المفقودين.
في حين شدد رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب على أن "ما حصل في بلدة التليل في عكار هو مأساة إنسانيّة، تسبّب بها الفساد الّذي بدأ ينهش الكرامة الإنسانيّة، بعد أن قضى على مقدّرات الوطن".
على مسار تشكيل الحكومة المنتظرة، أرجع مطلعون الانفراجة التي شهدتها مباحثات تشكيل الحكومة الى الحرج الذي كان يتملك كل المكلفين بتشكيل الحكومات السابقين والحاليين إزاء اتخاذ قرار رفع الدعم عن المحروقات وعن السلع الأساسية، مع إدراك ما سيترتب على ذلك من تبعات تهدد كل مكلف من قبل الجماهير، حتى وصفه سياسي لبناني بارز بأنه "قرار يلامس الانتحار السياسي"، ونقلت معلومات أن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي قد اشترط على المعنيين عند تكليفه بأن يصار الى اتخاذ قرار رفع الدعم قبل تشكيل حكومته لئلا تتحمل حكومته الفاتورة الجماهيرية الباهظة لذلك.
بهذا السياق تسارعت وتائر الاتصالات في قصر بعبدا بين كل من الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشيل عون، لإنضاج توزيع الحقائب الوزارية، وفقاً لرؤية ميقاتي وملاحظات عون، إذ كان آخر لقاء بين الرجلين أمس الأول السبت بعيدا عن الاعلام،وكانت أجواء اللقاء ايجابية كما أفيد. 
وذكرت المعلومات أن ميقاتي شرع أمس الأحد بتدارك ملاحظات ومطالب الفرقاء السياسيين الذين يفترض مشاركتهم في التشكيلة الحكومية، في هذه الأثناء قال الخبير السياسي اللبناني ربيع الهبر في تغريدة عبر حسابه على "تويتر": "انفراجات قريبة جداً وحلول مرتقبة، من الممكن جداً أن نشهد تشكيلاً للحكومة يوم الثلاثاء المقبل، بعد التسوية الاخيرة.
سيجري توزيع كميات النفط المتوافرة بين المستهلكين بسعر 3900 ليرة وانفراجات واسعة، والنفط العراقي يقترب، أسبوع قادم مقبول نسبياً، وما بعد نتركه للقدر".
وهو ما يشكل بارقة أمل لدى اللبنانيين الذين وجدوا أنفسهم في الأيام الأخيرة يعيشون في ظلام دامس، وتكررت فيها مشاهد الطوابير على محطات توزيع الوقود، وعلى أبواب الأفران، في وقت اختفت فيه تماماً أكياس الخبز من المتاجر التي أكد أصحابها انقطاع تزويدهم بالخبز من قبل الافران المتخصصة.