منذ أن ودع نجوم لعبة كرة الطاولة ميدانهم وغادروا منصات التتويج نحو عالم الاعتزال أو التدريب أو مهن اخرى في عقدي السبعينيات والثمانينيات، انحسرت انجازاتها وغاب ابطالها واختفى بريقها تباعا، ولم تعد قادرة على ولوج منافسات القارة بجدارة والوقوف جنبا الى جنب مع قدرات الصين واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها .

لا اظن ان جيل اليوم يتذكر صلاح علي باقر وعبد الوهاب عبد الحسين وفاطمة الهاشمي وعماد احمد جهاد ورياض محمد حسن وجمال جلال وحكمت جواد وصفاء راضي، والخبرات التدريبية للكابتن محسن الهاشمي في عصر اللعبة الذهبي، وقبل اكثر من عقد سيف الدين فتاح ومواهب اخرى تفوقت عربيا وتخطت الحدود الاسيوية .

قبل عقد ونيف زرت معسكرا اقيم في السليمانية لبراعم وناشئة كرة الطاولة، والتقيت هناك الرئيس الراحل لاتحاد اللعبة كاظم خزعل رحمه الله والرئيس الحالي هيردا رؤوف وعددا من ادارة الاتحاد في حينها، باشراف الكابتن حكمت جواد مدرب المنتخب الوطني الذي تربطني معه صداقة الدراسة معا في كلية الاداب بجامعة بغداد بداية الثمانينيات .

عشرات الطاولات التي استقبلت تدريبات الكثير من المواهب من اعمار صغيرة، تابعت عن كثب سعيها للتعلم واكتساب المزيد من الخبرات على مدى اسابيع، في معسكر جمع مواهب عراقية في اجواء ايجابية حظيت بالاعجاب وتواصل ألقها بعد ذلك.

أمس اختتمت بطولة اندية العرب بهذه الفعالية لمختلف الفئات ولكلا الجنسين في الاردن، بمشاركة نخبة من ابرز الفرق، ومثلت العراق فيها اندية السليمانية والجيش والبيشمركه وغاز الجنوب، واهم ما تحقق بلوغ الاخير المباراة الختامية للسيدات امام الاهلي المصري، وتحققت نتائج جيدة للاعبينا وانديتنا في المسابقات الاخرى.

قبل ايام نال لاعبونا 6 اوسمة ملونة في سباقات الفرقي والفردي والزوجي والمختلط للشباب والناشئين والمتقدمين، بينها وسامان ذهبيان، وتفوقوا على لاعبي ولاعبات مصر والكويت والسعودية ولبنان وغيرها، لا نعدها فتح الفتوح لان الاشقاء كسبوا ضعف ذلك، وحصدت مصر 27 وساما، منها 10 ذهبية وحلت اولا، ثم قطر 19 وساما بينها 4 ذهبيات، وتونس ثالثا 17 وساما بينها 4 ذهبية وسوريا رابعا بـ11 وساما وتلتها الاردن 15 وساما بينها وسامان ذهبيان، والبحرين 12 وساما، والعراق سابعا واليمن ثامنا بذهبية واحدة، والكويت بالمركز التاسع بـ7 اوسمة وجيبوتي بالمركز العاشر بنحاسية واحدة وفلسطين

 بلا اوسمة .

التخطيط السليم سيضع اللعبة في مواقع اعلى، والاهتمام بالقاعدة سيوفر الكثير من الجهد للحاق بمن تخطى محطاتنا، ونرى في اطلالة عمان بداية لعهد جديد سيعيد الامل بمستقبل طاولتنا، أليس كذلك ؟.