ضغوط كبيرة على ميقاتي و{الوزارات الأساسية} رهن المراوحة

الرياضة 2021/08/23
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
يعلم رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي أن طريقه لإتمام مهمته مزروع بالكثير من الألغام الظاهرة والمضمرة، لذا فهو يشدد على أن مهمته ليست مفتوحة. مقربون منه كما تسربت معلومات نصحوه بعدم التحدث عن مهلة محددة تلافياً لمطبات الإحراج، وكان "المكلف" قد حدد وفق دوائر قريبة منه نهاية الإسبوع الماضي لحسم موقفه. 
وأكدت أوساط سياسية لـ"الصباح" أمس الأحد أن الصعوبات التي تعترض سبيل ميقاتي لا تنحصر في معسكر التيار الوطني الحر والرئيس اللبناني ميشيل عون وما يقدمانه في مسار التفاوض من مطالب صعبة المنال، بل هناك ضغوط كبيرة تسلط على ميقاتي من حلفائه في نادي رؤساء الحكومات السابقين، ولاسيما من قبل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة ومن المفتي دريان، وهناك من يشير الى أن الحريري يسعى الى تعويق مهمة ميقاتي بحيث لا يصل الأخير الى ضفاف تشكيل الحكومة التي أخفق الحريري في ملامسة حدودها، ويمثل السنيورة رؤية راديكالية أيضاً في مقاربة الملف الحكومي و(عدم السماح للرئيس عون وصهره) في إرساء أعراف سياسية جديدة من شأنها أن تأكل من جرف صلاحيات رئيس الحكومة لصالح رئيس الجمهورية في تسمية الكابينة الوزارية.
وعلى الرغم من حرص الرئيس المكلف على التأني وعدم الإفصاح عن طبيعة المشكلات التي تواجهه في مسار تواصله مع الرئيس عون، إلا أن المصادر المطلعة تفيد بأن ميقاتي بات أقرب للحسم وهو لن يتردد في إشهار اعتذاره في حال بقاء ملف التشكيل رهن المراوحة والدوران في نفس الحلقة. 
الثنائي الشيعي ولاسيما حزب الله من جانبه شمّر عن سواعد الجد وأطلق محركاته السياسية باتجاه الرئيسين ميقاتي وعون، من أجل تذليل الصعوبات وتشكيل الحكومة بأسرع وقت، وقد كلف السيد نصر الله أمين عام الحزب معاونه السياسي حسين الخليل، بالتواصل مع عون وميقاتي وإبلاغهما بأن الوضع في لبنان لا يحتمل المزيد من التأخير في الملف الحكومي ولابد من تأليف حكومة بأي ثمن، وأكد الثنائي أنه ليست لديهما أية مطالب أو شروط في التشكيلة الوزارية. 
هذا ويعكف مستشارو الرئيسين عون وميقاتي على دراسة المطالب المقدمة لحلحلة معضلة حقيبتي الداخلية والعدل، والنظر في تقديم شخصية مقبولة لدى عون لشغل وزارة المالية التي هي من حصة الرئيس نبيه بري. 
وعلى الرغم من أن الإشارة الى وجود سقوف زمنية صارت تمثل حرجاً للشارع السياسي والإعلامي نظراً لعدم ثبات المواقف وتعقيد الملف وتقاطع الفرقاء في رؤاهم، فإن مراقبين صاروا يتحدثون عن أن الرئيس المكلف ميقاتي ربما شارف على الوصول الى خاتمة تكليفه إن بتأليف الحكومة، أو بالاعتذار، وربما تشكل الـ (72ساعة) القادمة محكاً مفصلياً لحسم السيناريو المنتظر الذي يشوبه الكثير من الصعوبات والضبابية.