التنمر.. ناقوس خطر يهدد المجتمع

آراء 2021/08/24
...

 آية حسين 
 
استيقظت في يوم من الايام صباحا على صرخة والدتي، فاتجهت مسرعةً الى غرفتها لمعرفة ما يحدث، فوجدتها تتحدث مع صديقتها عبر الهاتف وتحاول تهدئتها ثم انهت الاتصال فسألتها ما حدث اخبرتني بان نور ابنة صديقتها، التي لاتتجاوز العشرين عاماً قامت بشنق نفسها، وتم انقاذها في اللحظة الاخيرة، اتجهنا مباشرة الى المستشفى طول الطريق كنت غارقة في دوامة التفكير في الاسباب التي دفعتها الى الانتحار بعدما وصلنا الى المستشفى، وجدنا والدتها في حالة يرثى لها جلست بقرب نور بعد أن اطمأنت على حالتها، ساد الصمت لدقائق بعدها دفعني الفضول لمعرفة ما السبب، الذي جعلها تعرض حياتها الى الخطر اخبرتني وكانت نبرة الحزن واضحة في صوتها و عيونها تذرف الدموع، بسبب الكلام الجارح الذي اسمعه من زميلاتي في المدرسة واقاربي وتقليدهم المستمر على وزني الزائد ولون بشرتي، فاقضي اغلب وقتي في الليل ابكي، لم يكن امامي خيار اخر غير الانتحار، لكي اتخلص من كلامهم الجارح. نور التي لولا لطف الله لكانت في اعداد الموتى تمثل حالة من مئات الحالات الذين يقدمون على الانتحار سنوياً بسبب الكلام الجارح من قبل المتنمرين، فاصبح التنمر من اكثر الظواهر انتشاراً، لا سيما في الاونة الاخيرة لم يقتصر على ارض الواقع فقط، بل شمل ايضاً مواقع التواصل الاجتماعي، فاصبحوا يتنمرون على الافراد بحجة المزاح، متناسين الاثار السلبية التي يمكن ان يتركها على حياتهم ومستقبلهم، فضلاً عن الاضطرابات النفسية التي ممكن ان يسببها لهم، وقد يصل الامر لدى البعض منهم الى الانتحار، فقد أثبتت التجارب والدراسات النفسية بأن المتنمرين هم اكثر الافراد الذين يعانون من النقص ويحاولون تعويضه عن طريق التقليل من شأن 
الاخرين. 
لكن السؤال الذي يطرح نفسه ماهي الاسباب التي ادت انتشار التنمر وما الخطوات التي يجب اتباعها لتحييد عاصفته، التي استباحت المجتمع وجعلت المتنمر صاحب شأن تهتم الناس وتتفاعل 
مع طرحه. وهل البرلمان كونه ممثل الشعب وضع في جعبته حلا لمحاربته على الاقل رقمياً وضمن قانون الجرائم 
الالكترونية.