تعليق الاتصالات بين عون وميقاتي والحكومة تدخل {البرّاد}

الرياضة 2021/08/24
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
دخل مسار تشكيل الحكومة اللبنانيَّة التي يقود دفة مفاوضاتها المكلف نجيب ميقاتي منعطفاً حرجاً وانقطعت الاتصالات بين الأخير والرئيس اللبناني ميشال عون، ولم يعد من تباحث بين الرجلين حتى على مستوى المستشارين، إذ عقدا آخر لقاء بينهما مساء الجمعة الماضي.
الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يجد نفسه في موقف صعب وحرج جداً فالرجل كما يبدو اتخذ سبيلاً آثر فيه على نفسه النأي عن السجالات الإعلامية والسعي ما استطاع إلى ذلك إلى ضخ ما أمكنه من جرعات التفاؤل التي تبخرت على صفيح التعقيدات في موازنة المطالب العونية والإيفاء بتعهداته التي قطعها على نفسه.
المعلومات التي حصلت عليها "الصباح" تشير إلى أنَّ ميقاتي قد قدم تعهداً في لقائه الذي جمعه بكل من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ورئيسي الحكومات الأسبقين فؤاد السنيورة وتمام سلام قبل أن يتم تكليفه رسمياً بمهمة تشكيل الحكومة ألزم نفسه فيه بعدم "السماح للرئيس ميشال عون بتجاوز الدستور من خلال سعيه للتمدد على صلاحية رئيس الحكومة في عملية تسمية 
الفريق الوزاري".
كما تعهد ميقاتي- وفقاً لهذه المعلومة- بـ"عدم الموافقة على منح الرئيس عون ميزة الثلث المعطل بحيث يتحكم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بمجلس الوزراء"، وهنا مكمن المعضلة ومربط الفرس الحكومي الذي لا يريد أن ينطلق في مضارب بني لبنان، فالرئيس عون لديه قراءة مختلفة للدستور تتقاطع كلياً عما يراه نادي رؤساء الحكومات السابقين في ما يتعلق بمشاركة رئيس الجمهورية لرئيس الحكومة في اختيار الشخصيات الوزارية وهو دائما ما أكد أنَّ (رئيس الجمهورية مش باش كاتب يمضي على التشكيلة فقط) الأمر الذي يجعل الرئيس ميقاتي أمام خيارين أحلاهما مر، فاليوم لا يحتاج المراقب السياسي لاستقراء حالة الاستعصاء والانسداد في ملف تشكيل الحكومة، وصرنا ندور في الدائرة نفسها التي استهلكت مهمة المكلف السابق سعد الحريري، بعد أن كان كل من عون وميقاتي قد بشرا الناس بأجواء إيجابية وتشكيل 
وشيك للحكومة.
الى ذلك، أكد النائب اللبناني عاصم عراجي أمس الاثنين أنَّ "الحكومة طارت، والظاهر حكومة تصريف الأعمال لنهاية العهد، والناس وصلت إلى مرحلة اليأس والإحباط، هناك جريمة ترتكب بحق كل لبناني، بسبب انعدام المسؤولية والاستهتار".
بينما أشار النائب عن كتلة المستقبل سامي فتفت، في حديث تلفازي تابعته "الصباح" إلى أنَّ "المعركة بين رئيس الحكومة السابق سعد الحريري والرئيس ميشال عون مختلفة كلياً عن المعركة بين عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، ونحن اليوم أمام رئيس جمهورية عاجز عن إمضاء أي تشكيلة حكومية"، على حد تعبيره، مشدداً على أنَّ "لبنان بحاجة إلى حكومة بعيدة كلياً عن الاجواء السياسية اللبنانية ونحن بحاجة إلى دعم عربي ودولي للخروج من الازمة 
الحالية الخانقة".
وبين فتفت أنَّ "ميقاتي يتابع المعركة التي يقوم بها وليس من مصلحة عون أن تتألف الحكومة لأنه حالياً يستطيع تسيير الامور كما يريد، وتيار المستقبل أبلغ ميقاتي انه يمكن اعتبار كتلة المستقبل هي كتلته"، كاشفاً عن أنه "في حال لم يشكل ميقاتي سنطالب باستقالة رئيس الجمهورية بالتوازي مع حل مجلس النواب وانتخابات نيابية مبكرة، ونحن نتمنى ألا يعتذر ميقاتي لكن اتجاه الأمور يوحي بذلك، وأمام تيار المستقبل العديد من الخيارات وآخر شيء يمكن أن نلجأ اليه هو الشارع 
من اجل الضغط".
في حين رد مستشار الرئيس ميشال عون، النائب السابق أمل أبو زيد على 
ذلك بقوله: إنَّ "رئيس الجمهورية لا يترك وسيلة لإيجاد حل للأزمة الحكومية، والأزمات الحياتية المتراكمة وفي طليعتها 
أزمة المحروقات بحيث لا يُرفَع الدعم بشكل أحادي وفجائي من دون خطوات تدريجية وقبل إقرار البطاقة التمويلية، إلا أنَّ البعض لا يتوقفون، للأسف، عن توجيه سهام حقدهم والاستثمار في الهجوم على رئيس البلاد، من أجل التعمية 
على إخفاقاتهم السياسية والاقتصادية والمالية وركوبهم مركب المزايدات الشعبوية".