هل في الهزيمة غنيمة؟

آراء 2021/08/24
...

  ا.د. عامر حسن فياض  
هل الانسحاب الاميركي من افغانستان هزيمة ام غنيمة للولايات المتحدة الاميركية؟ وهل سيتعظ حلفاء الوحش الاميركي من الدرس الافغاني؟ وما الخسارة الاميركية في استبدال المرتزقة والعملاء والمأجورين، طالما ظل المرتزق والعميل المأجور والصديق الموهوم منتشيا بوعود وهمية اميركية عن الرفاهية والحريات والديمقراطية؟. 
 
ليست هناك اسرار تتصل بالانسحاب الاميركي من افغانستان، لأن وضع اسرار في مثل هذا الموضوع وفي كل موضوع يخص اميركا بعد توحشها، يراد منه ايهام اصحاب التفكير السطحي أن في السياسة الاميركية حضورا للأخلاق! بينما التاريخ كما هو الحاضر المعاش وكذلك المستقبل الآتي سجل ويسجل وسيسجل ان الادارات الاميركية هي حليف غير موثوق به، كما انها ادارات لا تستحي من اذلال شعوب العالم، ولا من نحت وصمات العار على الشعب 
الاميركي.
ان بلاد العم سام عرفت بأنها تحتل البلدان لتدمرها لا لتعمرها وتخربها لا لتبنيها، ثم تنسحب منها بعد ان تستنبت فيها الفوضى لتنتشر بدواخلها وخوارجها، ولتغدر بأصدقائها، بعد ان تنسق مع ذيولها الارهابية المتأسلمة وتتخلى عن اتباعها الليبرالية، ولم تعد بحاجة لهم بعد ان انجزوا تكاليفهم الوظيفية المتمثلة بوظيفة {افعل ما تريد لأنك تفعل ما نريد} كما كتب المفكر الاميركي نعوم شومكي في كراسه الموسوم {ديمقراطية بلاد العم سام}.
ان كرة القدم لا تلاعب نفسها انما يلعبون بها، وكرة اليوم الملعوب بها هي افغانستان، وهناك الكثير الذي كان والذي سيكون مثلها من البلدان الملعوب بها اميركيا. نعم ان افغانستان ستكون منطقة جذب للقاعدة وداعش وكل مسميات التطرف المتأسلم في العالم.  
إن إعادة الحسابات هي مهمة واجبة على كل من يتوهم الاعتماد على المحتل والاستقواء بالاجنبي، وكل متعاون يصدق بأوهام الاميركي المخلص والاميركي المنقذ، ويحتمي بالسفارات، ويستهوي الشبع باستهلاك المستوردات، ولا يشقى، بل يتردد في العمل من اجل معالجة الوطن من امراض خصوبة الاستهلاك وعقم الانتاج والفساد والعبث بالامن العام والعمى بالاولويات والعزوف عن العلم 
والمعرفة.
ولتجنب الكارثة والانهيار على وفق النمط الافغاني، علينا الحذر وكذلك التحذير من بناء القوات المسلحة على النمط الغربي الاميركي، ومن اطلاق الحرية للفساد، ومن تعطيل تشكيل وعمل الحكومات التمثيلية المنتخبة، ومن زيادة معدلات الامية والفقر 
والبطالة . 
ويبقى بعد كل ذلك القول ان الغنيمة الاميركية من درس افغانستان هي نشر الفوضى وتدمير افغانستان لقطع شريان مبادرة الطريق والحزام للصين الصاعدة للقوة، وتعطيل مسار روسيا العائدة بالقوة، ومعاقبة ايران المعاندة للسياسة الاميركية في المنطقة بقوة .