أربع برقيات من أفغانستان

آراء 2021/08/24
...

   حارث رسمي الهيتي
 
 الأولى: ما أن بدأت سيارات البيك آب تقتحم المدن في أفغانستان منذ أيام وأنا أتذكر دخول عصابات داعش الإرهابية لمدننا أيام {غزواتها} المروّعة والتي تم التساهل معها من قبل كثير من المعنيين. سياراتهم وهي تدخل جلال أباد ومزار شريف وكابول هي ذاتها التي اقتحمت الفلوجة وتكريت والموصل وغيرها من المدن المفجوعة، مظهر المقاتلين هو ذاته في كلا البلدين، حتى الرايات وإن اختلفت بين الذي ترفعه طالبان والذي رفعته داعش، الا إن هدف الأول والثاني هو ذاته. ما تريده الراية التي رفعت من جديد في أفغانستان والرايات التي أتمنى إنها قُبِرَت في العراق هو الذبح.
الثانية: منذ عقدين تقريباً و {راعية} الديمقراطية في العالم تصدع رؤوسنا ببناء التجربة {الديمقراطية} في أفغانستان، ديمقراطية يجري الحديث اليوم عن ترليونات من الدولارات التي صُرفت من أجلها، كانت رسائل بوش وقتها للشعب الأفغاني أن يساعدوه لبناء الدولة النموذج، واليوم تتحدث الولايات المتحدة عن إن لا خطر تمثله سيطرة طالبان على أفغانستان طالما بقت عمليات إجلاء الرعايا الأمريكان تسير بسلالة من مطار العاصمة، ويصرح وزير خارجيتها أنتوني بلينكن بأن بقاء قوات بلاده في أفغانستان ليس في
مصلحتهم. 
الثالثة: في انتخابات 2014 تنافس محمد أشرف غني أحمد زي مع آخرين في الانتخابات الرئاسية الأفغانية، وباتفاقات ــ دولية حتى- أشرف عليها جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية صار رئيساً لأفغانستان ليدشن عمله بالتوقيع على اتفاقية تضمن للأمريكان بقاء عدد من قواتها 
في بلاده. 
اليوم وما أن أقتربت قوافل طالبان من مشارف كابول العاصمة حتى تنحى/ أختفى/ هرب معللاً ذلك بمحاولته لحقن الدم الأفغاني، وهذه برقية تعيد للذاكرة مشاهد كثير من {القادة} الذين ما أن يجد الجد حتى يرتدي {دشداشته} ويرمي سلاحه ويبقى يدور من فضائية الى أخرى متحدثاً عن اتفاقات أدت إلى سقوط المدن بيد داعش!. 
الرابعة: في المجتمعات التي يحكمها أمراء الحرب وزعماء السلاح والمتربّحون من الموت لا منتصر سواهم، فالوقوف معهم موت، والوقوف ضدهم موتٌ أيضاً، ولا سبيل في الحياة إلا بالخلاص منهم.