مدرب أجنبي!

الرياضة 2021/08/25
...

د.عاصفة موسى
في البداية تفاءلت كثيرا وانا أقرأ خبرا عن تعاقد الاتحاد العراقي لكرة القدم مع مدرب سويدي لتدريب المنتخب الكروي النسوي، وتهيئته في استحقاقاته القادمة، فالقرار يوحي بأن هناك اهتماما حقيقيا بدأنا نتلمسه من الاتحاد، ويعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها اللجنة النسوية في تطبيعية كرة القدم، وسعيها من خلال رئيستها واعضاء اللجنة لتطوير كرة القدم النسوية في العراق، وتأهيل المواهب الصغيرة من الفتيات، والأهم من ذلك رعاية المنتخب الوطني النسوي، عبر تعيين مدرب محترف للقيام بالمهمة.
اردت التأكد من الخبر، فتواصلت مع المدير الاعلامي للاتحاد الذي ابلغني بطرح الفكرة حقا، لكن ليس بالامكان الحديث عن تفاصيلها إلا بعد التوقيع على العقد، هنا، كبر الامل في داخلي، فالحديث عن توقيع عقد يعني ان الموضوع قد وصل الى مرحلة النضوج ولو على نار هادئة، الى ان نشر احد المواقع الاخبارية المعنية بكرة القدم النسوية خبرا يفيد بأن الاتحاد قد عدل عن رأيه بالتعاقد مع مدرب سويدي، فوجدته خبرا اقرب للواقع للاسف.
فالمنتخب الوطني النسوي تحصيل حاصل، وكنت امنّي النفس بالتعاقد مع كادر اجنبي لتدريبه، وهذا استحقاق له وليس منّة، فمعظم الدول المتقدمة والمتأخرة بدأت منذ سنوات برعاية منتخباتها الكروية النسوية، وحرصت على توفير كل اشكال الدعم والرعاية لها، وتقوية الدوريات النسوية لتقترب منافساتها الى مصاف دوريات الرجال، إذ تتعاقد الاندية مع افضل المحترفات، وتدفع سنويا ملايين الدولارات لعقود اللاعبات، لديها قاعدة مستدامة للمواهب الصغيرة، وبرامج لصناعة بطلات، ينافسن في البطولات العالمية، واصبح العديد منهن ايقونات رياضية في بلدانهن وفي انديتهن التي يحترفن فيها، وكل هذا لم يتم لولا التخطيط الصحيح والتفكير العقلاني والوعي بأهمية الكرة النسوية على مستوى العالم.
فما بال اتحادنا يقدم خطوة ويرجع خطوتين تجاه منتخبنا النسوي، ويتردد في حسم قرار التعاقد مع مدرب اجنبي لتدريب المنتخب، فاذا كان هذا بسبب المال، لماذا لا تخصص المبالغ الكافية للمنتخبات النسوية الكروية بكامل فئاتها اسوة بمنتخبات الرجال؟ والاهم من هذا، لماذا تضع اتحاداتنا عموما فرقها النسوية في خانة اللا اهتمام واللا رعاية؟ إن فاز الفريق او خسر فلن يضر الاتحاد شيئا، فالاهم فرق الرجال التي بها يعلو اسمه بحسب ما يعتقدونه، أما بالنسبة لي فلا اقول سوى خاب كل اتحاد يفكر بهذه الشاكلة.