منتخبنا وادفوكات.. مهمة صعبة وأحلام مشروعة

الرياضة 2021/08/25
...

 بغداد: جاسم العزاوي 
 
في المباريات الحاسمة لابد من أن يكون لجهد اللاعبين وفكر المدرب القول الفصل، بعيدا عن التكهنات وحسابات التاريخ وظروف الاعداد والاستعداد ..وفي مباريات التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم، إذ سيخوض منتخبنا الوطني لكرة القدم غمارها مطلع ايلول المقبل، سيكون كل شيء مرهونا باقدام لاعبينا وقدرتهم على تشكيل التحدي لخطف إحدى بطاقات التأهل للمونديال القطري، ومرهونا بترجمة توجيهات ادفوكات الهولندي الذي يعيش مع جماهيرنا الكروية هواجس وحلم التواجد في المونديال، وليؤطر مسيرته التدريبية برفقة منتخبنا بنياشين النجاح.
وبعيدا عن الأحلام والتوقعات، فإن واقع الحال لمنتخبنا الكروي يبدو صعبا ومعقدا، وهو بالكاد يلملم أوراقه المبعثرة في ظل انحسار المواهب وتراجع مستويات أبرز اللاعبين ومن كان يعول عليهم، ومحدودية قدرات نتاج دورينا الكروي لأسباب شتى.
ويبقى التفاؤل مطلوبا اذا ما علمنا أن الفلسفة التي اقدم عليها ادفوكات لتحفيز اللاعبين ومحاولة تغيير قناعاتهم بمستوى وطريقة الأداء الفردي والعام للمنتخب، تشكل اكبر تحد لبلوغ هدف الوصول للنهائيات العالمية، لاسيما ان اغلب المنتخبات المنافسة تمر بظروف مختلفة تجعل تباين الأداء سمة مرافقة لما تقدمه من عطاء داخل الميدان، مثلما تعاني من تباين الاستقرار الفني والبدني جراء حالة تجديد لأغلب مراكز اللعب فيها.
ولاشك في أن المدرب الهولندي لديه رؤية عن طبيعة أجواء التنافس الآسيوي، والتحدي الكبير الذي سيواجهه بخلق توليفة قادرة على ترجمة افكاره وملتزمة بتوجيهاته، لذلك لن نتفاجأ كثيرا في اختياراته التي أراها ستختلف عن المراكز المعتادة التي تعودنا على مشاهدة لاعبينا فيها؛ إذ إن طبيعة الكرة الهولندية الشاملة لا تعترف بمركز محدد للاعب، ويبقى استمراه باللعب مرهونا  بعطائه  الذي  ربما سيكون محصورا  بمساحة ملزمة في أرض الملعب او في مدة زمنية محددة، بمعنى تحقيق أهداف مرسومة بدقة تحجم قدرات الخصوم وجهد عال وفق زمن لعب مرهون بامكانية الاستمرار بأقل الأخطاء والابتعاد عن نمطية الاداء .. وتبقى لجاهزية اللاعبين وخبرتهم مساحة مناسبة لتعضيد جهود وافكار المدرب بما يسهم في تحقيق النجاح ايضا ..
وفي كل الأحوال، فإن حال منتخبنا اليوم اشبه بمن يجازف لنيل مراده بعدما عاشت جماهيرنا الكروية فترة حرجة جراء تأهل صعب بسبب تراجع الاداء الفني والمستوى البدني للاعبينا، فضلا عن مشكلات ابعاد المدرب السابق وبقاء منتخبنا من دون مدرب، في وقت بدأ فيه المنافسون باستعدادات جدية لتأهيل لاعبيهم .. لذلك لابد من الدخول للمنافسة بقوة ومحاولة فرض شخصية منتخب قادر على إعادة هيبة الكرة العراقية، في حين سيكون لزاما على المدرب ادفوكات مواجهة مهمة صعبة جدا تتلخص بضرورة ترميم الحالة النفسية للاعبين، ومحاولة زرع الثقة بقدراتهم وتطوير مداركهم ومهاراتهم، بما يناسب استيعاب التخطيط والتكتيك الذي يجده مناسبا للمباريات الكبيرة، ولابد له من مباغتة الخصوم بطريقة لعب ونوعية مختلفة من اللاعبين وتغيير مراكزهم لاحداث الفارق المطلوب للنجاح. من المؤكد أن خطوة إسناد مهمة تدريب المنتخب لمدرب كبير للتحضير للمنافسة في مباريات كبيرة حاسمة تأخرت والقت بظلالها على وضع المنتخب بصورة عامة، لكن ان تأتي اخيرا خير من أن لا تأتي..
وعلينا اليوم ان نكون وسنبقى داعمين ومساندين لمنتخبنا في مشواره المقبل، حتى تحقيق الآمال الكبار في التواجد بنهائيات كأس العالم المقبلة في قطر، لترتفع راية العراق عاليا وترفع من شأن العراقيين في أكبر محفل كروي عالمي..