سرور العلي
لقد كشفت منصات التواصل الاجتماعي عن أمراض نفسية كثيرة وسلوكية، فالبعض يدعي المعرفة والثقافة من أجل الحصول على الشهرة، أو يتطرق للمواضيع الأكثر حساسية في المجتمع، كالدين والجنس بطريقة وقحة وجريئة، لتنتشر بشكل أسرع.
وساهم انتشار تلك المنصات واستحداث برامج تواصل جديدة في زيادة تلك الظاهرة، وتفاقم عدد المشهورين، بل وصل الأمر لشراء أرقام خيالية من المعجبين، فأصبح هناك من يقوم بتصوير محتوى ساخر، أو ممن يقومن بعرض أجسادهن، وثيابهن من أجل كسب أكبر عدد من المحبين أو ما يعرف بـ{الفاشيونيستا}، والسؤال الذي يطرح نفسه ما الهدف أو الجدوى من الشهرة ذات المحتوى الفارغ؟!
وتؤكد الدراسات النفسية أن الإنسان بحاجة إلى إشباع رغبات فسيولوجية لديه، فهو يحتاج للتقدير والتفرد إذ تركز (الأنا) على السعي للظهور والوصول للشهرة، والحصول على الشعبية وبأننا أشخاص مؤثرون، وإذا أصبحت هوساً قد تحمل في طياتها تلك الشخصيات اضطرابات نفسية، وتبحث عن الشهرة كدرع تتحصن به من المنتقدين، والصوت المكبوت بداخلها، وبذلك وفرت وسائل التواصل مساحة لهؤلاء ليعرضوا ذاتهم أمام جمهور واسع، لكسب الرضا وتقدير الذات، والاستعراض لما يملكونه من كماليات وسلع، وإذا أدمنوا على تلك الأفعال فأن احتمالية كبيرة امتلاكهم شخصية نرجسية.
ويتصف الباحثون عن الشهرة بعدم الخصوصية، وتكون حياتهم الشخصية متاحة للكل على الإنترنيت، مما يجعلهم في كثير من الأحيان لا يشعرون بالراحة، ويصابون بالتوتر والقلق أو التعرض للتنمر، ومن يريد أن يبحث عنها عليه أن يتمتع بموهبة، أو يتقن حرفة تنفعه وتنفع الآخرين، وأن يطور من نفسه حتى لو أخذ وقتا طويلا، ليعرض محتوى جيدا ومفيدا، وفي الماضي كان على الفرد الطموح أن يجتهد، ويواصل حلمه، ويعاني من التعب والسهر، ويكتسب ثقافة وخبرة، ليصل لسلم الشهرة ككبار الفنانين والإعلاميين والشعراء، أما اليوم بإمكان أن يصل أي شخص لها بدقائق، ولا يشترط أن يكون ذا مقومات.
ولكي يكون الفرد أحد المشاهير عليه أن يقوم باختراع يحدث ثورة في حياة الناس، أو يدخل موسوعة غينيس في شيء ما قام به فيجعل منه مشهورا، كما يلعب الجمال دورا في جعل بعض الفتيات عارضات أزياء، وفنانات مشهورات.