بيروت: جبار عودة الخطاط 

 

اتشحت بيروت بالسواد ومعها مناطق لبنانية أخرى كالجنوب والبقاع، بعد وفاة العلاّمة الشيخ عبد الأمير قبلان رئيس “المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى” في لبنان، عند ساعة متأخرة من ليل أمس الأول السبت، وفور سماعه بالخبر سارع رئيس مجلس النواب نبيه بري بالتوجه الى مستشفى الزهراء في بيروت لمواساة نجل الفقيد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الذي كان يتواجد في المستشفى. 

ونقل جثمان الفقيد الكبير عند الساعة الثامنة من صباح أمس الأحد الى مقر “المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى” الكائن في بيروت طريق المطار القديم، والذي بدأ بتقبل التعازي، إذ تقاطرت عليه الوفود الرسمية والدبلوماسية والشعبية لتقديم المواساة في مقر المجلس، ومن المؤمل أن يصلى على جثمان الراحل عند الساعة الثانية من بعد ظهر يوم غد الثلاثاء في مقر المجلس.

ونعى الرئيس اللبناني ميشال عون الراحل في بيان أصدره أمس الأحد، جاء في جانب منه: “أنعى إلى اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، سماحة العلاّمة الشيخ عبد الأمير قبلان، الذي ما عرفناه إلا داعية وئام وتضامن ووحدة، وهو الذي أمضى حياته منادياً ومناضلاً في سبيل إرساء أسس عيش مشترك قائم على قيم الأصالة الوطنية والتسامح”.

أما الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله فقال في بيان نعيه: إن “العلاّمة الراحل أفنى عمره المبارك في الدعوة إلى الله تعالى والجهاد في سبيله عز وجل وخدمة الفقراء والمستضعفين، وفي العمل للوحدة والتماسك والتعاون في الدائرة الشيعية والإسلامية والوطنية، وكان مُدافعاً قوياً عن القضية الفلسطينية وعن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة ومقاومته الباسلة، كما كان سماحته سنداً قوياً للمقاومة في لبنان حتى النفس الأخير، داعياً وداعماً ومُؤيداً ومُدافعاً”. بينما أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب الى أن رحيل قبلان يمثل خسارة كبيرة، مؤكداً “أن لبنان خسر أحد أبرز رموز الحوار والاعتدال والتعايش والوحدة”، أما  رئيس الحكومة السابق وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري فعلق على خبر وفاة قبلان قائلا: “تنطوي برحيل العلامة قبلان صفحة من صفحات القيادات الروحية الوطنية التي تميزت بالطيبة والصراحة ونذرت حياتها لخدمة لبنان ووحدة أبنائه”.