تعليم ما بعد الجائحة

آراء 2021/09/07
...

  حسين الذكر
 
صحيح أن عملية التطعيم ضد الجائحة ما زالت مستمرة في العراق بجميع المحافظات بمعدل تلقيح مرتفع يوميا، الاقبال  الواسع يرافقه انخفاض بمعدل الوفيات، كما أن هذه المعطيات بدأت تتواتر الينا من عديد الدول العربية والاقليمية وتعكس مدى التغيير في أثر الجائحة. 
فقد سمعنا أنَّ المدارس في بعض الدول العربية قد بدأت الدوام بشكل طبيعي هذا الموسم، وان بعضها بدا 50 %  مع التأكيد على ضرورة التهيؤ مــن قبـل المــلاكــات التعليـمـيـة ان تبلـــغ 100 % بمستوى متصاعد مطمئن مسيطر عليه.
نعم مرت سنتان عصيبة على طلابنا الأعزاء وكذلك ملاكاتنا التعلمية والتدريسية على جميع المستويات، وذلك من خلال هجمات كورونا المؤذية المميتة على المجتمع العراقي بشكل يكاد يكون مفاجئا. 
حتى ان اغلب مدارسنا لم تسمع بالتعليم المباشر عن بعد ولم تمارسه من قبل، بل ان اغلبنا لم يسمعه الا من خلال الدراسات العليا وفي خارج العراق. 
لكن مع كورونا فرض التباعد والإجراءات الصحية نفسيهما بقوة، لدرجة تمكنت ومدارسنا وادارتنا من اداء شبه مهامها، ان لم تكن مهام كاملة بصورة جيدة مقارنة مع ما عاناه قطاع التعليم في بلدان أخرى.اليوم نمر بحالة شبه جيدة ونأمل خيرا في قادم الأيام، مما يتطلب أن تكون هناك خطة صحية تعليمية تامـة وشاملة وتحمل بين طياتها منهجية خطط (1 و2 و3). 
معدة للتنفيذ في حالات التحسن والتفائل الذي نتمناه لعراقنا العزيز عامة ولطلبتنا خاصة، لا نريد نلغي احتمال التشاؤم – لا سمح الله – لكن المؤشرات عامة تشير الى تطورات يجب علينا ان التعاطي معها بشكل إيجابي ونستعد لها بما يليق بمكانة العراق وتاريخه الحضاري، بعد أن علّم السومريون العالم كيفية القراءة والكتابة.
التعاون التام بين المؤسسات مدعومة بقرارات حكومية صادرة عن خلية الازمة العليا وفرض التوصيات الضرورية، لا يعني ان نقف مكتوفي الايدي او نعمل سلبا في المستقبل القريب والبعيد، بل ذاك يتطلب منا جميعا طلبة واولياء أمور وادارات مدارس ومؤسسات حكومية واهلية، صحية او تعلمية او اجتماعية او إعلامية، أن ياخذ كل دوره لنضع امام اعينا أهمية الحفاظ على مستوى التعليم لابنائنا واجيالنا كجزيئية مقدسة، لا يمكن الحد منها او التخلي عنها لاي سبب او ظرف كان.