الشائعات في المرحلة الدعائية

آراء 2021/09/07
...

 إياد السعيد
 
غالبا ماتكون أخبار الشائعات شيقة ومثيرة لفضول الفرد والمجتمع، لتصبح حديثا عاما يتداوله الناس بمناسبة أو من دونها ويغلب عليها طابع افتقارها الى الدليل والمصدر الموثوق. تشير إحصائيات ودراسات نفسية الى أن مانسبته 70 % من جسم ومحتوى المعلومة تسقط حين يتداولها الناس، وتتواتر حتى تصل الى مستويات عالية من التضخيم وخاصة في أوقات الانتخابات، فبمجرد إطلاق الشائعة تتلقفها الآذان بشغف وتفاعل وانفعال والغرض الرئيس منها هو الترويج أوالتأجيج وأعني بذلك (مع أو ضد). فشائعة الفساد وهدر المال والولاء للخارج هي من أبرز الشائعات التي تبرز وبرزت فعلا في أكثر من تجربة انتخابية للعراق، حيث يروج لها أثناء الحملات الانتخابية بحماس وجدية، وهي بمثابة إعلان حرب على المرشح أو الحزب بغض النظر عن نزاهته او فساده والمحرض دائما يكون المنافس او الخصم. عن تأثير انتقال الشائعة في الأوساط فقد بين موقع Global Risk في تقرير له أن ما نسبته أكثر من 60 % من البالغين في الولايات المتحدة يستخدمون التويتر والفيسبوك وهذه النسبة توفر القوة العظمى لأية حملة إنتخابية، وتضمن سهولة نقل أي خبر الى الجمهور وتكوين أية صورة عن المرشح بواسطة الشائعة والفضيحة. في العراق شهدت الحملات الإنتخابية المضادة تشهيرا وتسقيطا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة صفحات الفيسبوك وفيها من الخطورة والحبكة ما أثر حتى في نسبة الإقبال على صناديق الإقتراع، وأيضا تداول المجتمع شائعات ضعيفة وغير محبوكة بدقة بل بدائية ولا يمكن تصديقها نفعت المستهدَف ولم تضره. إنها معركة غير متوازنة تحتاج الى خبرة واسعة في مجال الإعلام وعلم النفس والاجتماع والحرب النفسية لكي تفندها أو تنفيها او بالعكس لكي تصنعها بذكاء. 
 مما تقدم يمكن أن نهيئ انفسنا للحملات التسقيطية وذلك بتشكيل (خلية الرد) التي تتألف من خبراء في الإعلام والحرب النفسية والقانون وفنيين بالمونتاج والهندسة الصوتية والصورية والتحليل وتكون هذه الخلية في حالة استنفار وتهيؤ لأي طارئ يمس سمعة المرشح النزيه، وذلك بمتابعة الرصد اليومي لكي تتصرف إزائها ويمكن لها أن تلتقي بالمتطوعين لتشرح آلية دحض هذه الشائعات إيجابيا ومن دون خسائر.