تداعيات

آراء 2021/09/07
...

    زهير الجبوري 
 
تشكل المرحلة الراهنة في بلدنا تداعيات مهمة جدا وحساسة تأخذ على عاتقها الظواهر، التي تعيد التشكيل الجديد لملامح الدولة في العراق وأهمها (إعادة الخدمة الالزامية) و (اجراء الأنتخابات التشريعية) و (المشاريع الخدمية)، الا ان ذلك لم يكن كافياً اذا ما نوقش بشكل تفصيلي، ولعل التداعيات التي تجعل من المواطن العراقي ينجذب اليها، إنما يأتي من باب التمني، خاصة عندما تكون هناك مؤثرات محفزة (الفضيائيات ووسائل الميديا الأخرى)، فصراع الآراء والأفكار والخطابات الدينية والعلمانية موجودة بشكل واضح، وقد تكون لها دلالاتها الواقعية في الميدان، وأحسب أن جلّ ما يحصل من حوارات حادة وتضاربات مستمرة في طرح الآراء إنما تتمفصل في أحادية الرأي لكل جهة معينة تحمل فكراً معيناً، الاّ أنَّ ما يمكن التحاور به أو المطالبة بتنفيذه، هو أن تكون لكل جهة برنامجها الخاص تطرحه وتقوم بتفصيله، ولا بد ان ينصب للصالح العام ولخدمة المجتمع، ومن خلال متابعتي لما يدور في الساحة العراقية من جوانب تحليلية لرجالات الاعلام والسياسة، فإن الواقع العراقي القادم يبشر بخير، وهو دليل قاطع على تشخيص الأخطاء والاستفادة منها وتجاوزها والعمل على تطوير الجوانب الايجابية، اضافة الى وجود الحلول السريعة لبعض الأزمات المتراكمة والممتدة لعقود، وأعني بالتحديد (المياه والكهرباء والبطالة)، ومحاولة جعل كل واحدة منها قضية تُدرس بشكل دقيق ومن ثمّ الخروج بنتائج وتوصيات.
فالتداعيات التي قيلت في مناسبات عدة، انصبت اغلبها حول الأزمات والاضطرابات ولكل واحدة لها مسمياتها الخاصة، غير اننا نحسب في قادم الأيام أو في مرحلة ما بعد الانتخابات أن تكون التداعيات تنصب حول العمل والبناء واقامة المشاريع وتشغيل اليد العاملة العراقية، وهو أمر طبيعي جدا، بل استحقاق وطني، وبذلك تقلّ جميع الانتهاكات التي تمس الأمن والأمان في العراق، ولو قمنا بمناقشة إعادة الخدمة الازامية العسكريةـ حصرا، فستكون هناك مساحة واسعة من ردم البطالة وانشاء دوائر خاصة بالمؤسسة العسكرية، إذ من خلالها ستكون هناك ملاكات عسكرية من شبابنا العراقي، وحينها سيكون الارهاب في العراق لا وجود له من خلال هذه الملاكات العسكرية الموزعة بين مساحة البلد بشكل عام.
ككل، لا بد من تشخيص الأشياء وإعطاء الفرصة لمن يستحقها، وبخلاف ذلك تكون جميع النتائج عكسية مثلما حصل منذ سقوط النظام السابق وحتى يومنا هذا، ولا بد من جعل الانسان العراقي يشعر بلذة انتمائه للبلد بدلا من تمنياته في الهروب من أرضه.