شبابنا والبارالمبية

الرياضة 2021/09/08
...

 سرور العلي 
على الرغم مما يمر به العراق من ظروف اقتصادية، وأوضاع معيشية متدنية لأغلب سكانه، الإ أن هناك العديد من قصص النجاح التي ولدت من رحم الفقر والمعاناة، وكان آخرها ما حققه شبابنا في الألعاب البارالمبية في طوكيو، لاسيما من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنهم جراح نصار الذي حصد الميدالية الفضية برمي الثقل، إذ احتفل به رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والعديد من الشخصيات المعروفة كبطل عالمي وبائع للتفاح، لكونه يملك محلاً متواضعاً لبيع الخضار في مدينته الناصرية، غير أن ذلك لم يمنعه من تحقيق احلامه وطموحاته في الوصول لأعلى المستويات، إذ سبق له أن حصل على العديد من الميداليات الذهبية في دورات رياضية مختلفة، ومنها في دورة الألعاب البارالمبية الآسيوية عام 2018 في اندونيسيا، وبطولة فزاع لألعاب القوى في دولة الإمارات، وبطولة العالم لألعاب القوى عام 2017 في لندن، وأكثر ما آثار دهشة الآخرين هي ظروف نصار الصعبة التي يعانيها، كممارسة تدريباته على سطح بيته من دون الذهاب إلى أندية مجهزة ومتطورة، واستخدامه أدوات تقليدية وبسيطة. 
لتتأهل في ما بعد نجلة عماد فتاة تنس الطاولة، التي ترتدي سيقانا وذراعا اصطناعية، بسبب حادث مؤلم وقع لها حين كانت في سن التاسعة من عمرها، إذ تأهلت كأصغر لاعبة كرة طاولة في العالم، مما دفع بوزير الشباب والرياضة عدنان درجال الى منحها أطرافاً رياضية في حال عودتها إلى العراق، بدلاً من تلك السيئة التي تملكها.
وكل ذلك يشير إلى أن لدينا طاقات ومواهب كثيرة، لو اعطيناها الاهتمام والرعاية الكافية، ووفرنا لها الدعم والأدوات الضرورية، فستحصد المزيد من الذهب، وسترفع اسم العراق عالياً في المحافل الدولية، لذلك على الجهات المختصة أن تولي تلك الشريحة الاهتمام اللازم للنهوض بالرياضة، من خلال توفير الملاكات التدريبية الجيدة، والأندية الملائمة، والقيام بالعديد من الأنشطة والفعاليات، وإقامة البطولات المحلية، لتطوير إداء اللاعبين، وإعطاء دور لحصة التربية الرياضية في المدارس، وتخصيص ميزانية لهم، وتوفير المعسكرات التدريبية، وإنشاء مدارس رياضية لمختلف الفئات العمرية، وتشجيع الآخرين على الانضمام وممارسة هواياتهم.