التخطيط والبنك الدولي وتوجهات استيعاب الشباب

آراء 2021/09/09
...

 وليد خالد الزيدي 
 
حينما نريد ان نفتح ملف الشباب، فاننا نذهب باتجاه فئة اجتماعية واسعة لها ميزتان مهمتان اكثر مما تتميز بهما بقية فئات المجتمع الاخرى، وهما الثقافة، والقدرة على العطاء بسبب حداثة اعمارهم في عقودها الثانية والثالثة والرابعة، فالثقافة التي يمتلكها الشباب تأتي من خلال انخراط معظمهم في الدراسة، طلب العلم، وان لم يكونوا كذلك فان جلهم من السباقين للدخول في دورات تثقيفية وتدريبية ادارية او فنية وباختصاصات مختلفة، ولهذا تكون فئة الشباب اهم فئات المجتمع القادرة على الانتاج والعطاء في كل بلدان العالم، حيث تعتمد حكومات الدول المتقدمة في اولويات خططها تنمية الشباب، وصقل مواهبهم، واستثمار طاقاتهم  للاستفادة منهم في تحقيق النماء والتقدم وتنفيذ برامج الازدهار  والنماء 
الاجتماعي.
من  خلال الشباب تزداد فرص التقدم والانتفاع بثروات البلاد والاستمتاع بخيراتها، فضلا عن الدفاع عن بلدانهم من الاخطار الخارجية، وتحقيق الامن الداخلي عطفا على المقومات الجسدية، وروح الحماس والاندفاع والرغبة بالتفكير في مستقبلهم الذي يطمحون له، وبهذا الصدد لا بد من التاكيد على اهمية ما اعدته وزارة التخطيط من برامج لاستيعاب الشباب العراقي ضمن اطر التعاون مع البنك الدولي، وتهيئة الارضية المناسبة لهم، لاسيما دعمهم عن طريق مشروع اقراضهم لاعمال صغيرة ومتوسطة، الذي اعد منذ عام وتمت صياغته وتحويله بقرار مـن رئاسة الوزراء إلى وزارة العمل للبدء بتنفيذه بشكل يضمن وضع اساس ضمن محاور خطـط الـوزارة، بعدِّ الشباب شريحة واسعة وثـروة بشرية  ناضجة تقع ضمن توجهات حكومية متعلقة باستعابهم بشكل مناسب.
وهنا لا بد من التذكير بان الطبيعة الديموغرافية التي يتمتع بها العراق، حيث يعد من البلدان الشابة في العالم لامتلاكه شريحة شبابية واسعة وفي نسبة اجتماعية عالية جدا ومن الجنسين ومن احصاءات سابقة وسجلات ومؤشرات رسمية لبيان اعمار السكان، كوزارات العمل والتجارة والتربية والتخطيط وجهات اخرى، ولهذا تقع مسؤولية رعايتهم على الجميع، وعليهم ايضا لكونهم المعنيين بتلك القضية المهمة بالتحرك نحو تلك البرامج المشتركة بين الحكومة والجهات الدولية الاخرى، واستنهاض هممهم وزياة الثقة بنفوسهم، لكي لا يكونوا قوة اجتماعية معطلة عن العطاء وجاثمة على رفوف النسيان، ومن الطبيعي لا نتطرق الى تشجيع  هؤلاء الشباب دون غيرهم, ذلك لان الشاب لايحصل على مقومات التحفيز من دون برامج حكومية وخطط واضحة ودعوة لاستيعابهم، وتنفيذ حلقات ستراتيجية العمل الوطني الهادف، لهذا لا بد من تهيئة فرص العمل لشباب العراق، لاسيما الخريجين من مختلف الاختصاصات العملية والادارية والفنية، واصحاب الشهادات الجامعية لاعوام مختلفة، فضلا عن اقرانهم في تلك الشريحة الواسعة والمهمة القادرين على 
العمل.