التكامل الأمني العراقي السعودي وتصحيح العلاقات الثنائية

آراء 2021/09/09
...

   أ.د.جاسم يونس الحريري
 
وصل وزير الداخلية السعودي الى بغداد يوم السبت الماضي في زيارة رسمية أكدها بالقول: إن ما يحيط بأمننا العربي من تحديات، ومتغيرات، إقليمية، وعالمية، يستوجب تكامل التعاون، والتنسيق بين الاجهزة الامنية في البلدين. 
حملت هذه الزيارة مؤشرات مشتركة، أوضحها الوزير بأن هدف الزيارة {ستراتيجي للحفاظ على الامن والسلم الاقليمي والدولي} وبالمقابل اشار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى اهمية هذه الزيارة من خلال ابراز {التعاون الامني بين بغداد والرياض، وأهمية تطويره في مختلف المجالات الامنية، لا سيما في مجال مكافحة الارهاب}.
 
تحليل واستنتاج:
1 - عانى العراق والسعودية معا من ويلات الجماعات التكفيرية، والظلامية (القاعدة، داعش) الارهابيتين، والمتضرر الاكبر هو العراق، لأنه كان يتدفق عليه من الحدود السعودية والسورية مئات، لا بل الآلاف من الانتحاريين الذين يقومون باستهداف المناطق الآهلة بالسكان خدمة لاجنداتهم التكفيرية، وقد أكد اللواء منصورالتركي المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية عن أن {أكثر من ألفي سعودي يقاتلون مع عصابات أرهابية خارج المملكة، وأن نسبة 70 % منهم في سوريا}، بينما عانت السعودية من تلك الجماعات، حيث تعرض محمد بن نايف وزير الداخلية السعودي الاسبق لمحاولات اغتيال عدة أبرزها العام 2009، بعد أن فجر أحد الارهابيين نفسه أمام منزله بجدة، غير أن محمد بن نايف نجا من الحادثة بأعجوبة. 
2 - تعد زيارة الوزير السعودي نوعية خاصة بعد أيام قليلة من انعقاد قمة بغداد للتعاون والشراكة، التي أستضافتها بغداد لتعزيز التعاون والشراكة الاقليمية.
3 - أدركت السعودية لاحقا أن استقرار العراق سينعكس على استقرارها الامني، حيث سبق وأن غرد الوزير السعودي قائلا {إيمان المملكة العميق بأن أمن العراق جزء لا يتجزأ من أمن المملكة}.