صلاح السعيد
أسست مدينة الحلة على أرض الجامعين التي كان لها سبق ووجود قبل تأسيس المدينة، وبمرور الزمن توحد الاسمان أي الجامعين والحلة بعد تأسيسها عام 495 هـ . والجامعين هي مثنى كلمة جامع وأن اصل الجامعين كان جامعا واحدا ثم بني الآخر، وهما جامع مقام الأمام جعفر الصادق وجامع القائد عبد العزيز.
في الحلة عشر محلات سبع منها في الجانب الكبير (الغربي) و.زهي الجامعين، الطاق، جبران، المهدية، الجباويين، التعيس، الكراد. اما محلات الجانب الصغير (الشرقي) الثلاث فهي الوردية، الكلج، وكريطعة.
محلة الجامعين هي المحلة الأولى ثم تلتها المحلات الأخرى، وقد وصفها ياقوت الحموي بأنها ( كانت اجمة تأوي اليها السباع) وبعد نزول صدقة المزيدي بأهله وعساكره فيها نشأت المدينة.
شهدت الحلة افتتاح اول شارع بعرض ستة امتار وسمي (الجادة) وهو حلقة الوصل بين بغداد والمدن الجنوبية. وقد سكنت في المحلة أسر ذات تاثير اجتماعي منها السادة القزاونة، والسادة آل وتوت والسادة آل حيدر الحلي وآل علوش وآل عوض وآل جاعد أغا وغيرهم .
اما الأزقة فهي كثيرة منها عكد المعدان وعكد كمرة وعكد زرزورة وعكد دبان وغيرها وفيها دار سينما بابل الشتوي والصيفي وكازينوهات مثل كازينو حسوني وحساني وسودان ابو الروج وغيرها .
محلة الطاق: تقع هذه المحلة على ضفاف شط الحلة ومن الصعب التفريق بينها وبين الجامعين، فبيوتها متداخلة لكن ما يفصل بينهما هو زقاق بيت الشلاه.
ان سبب التسمية يعود الى العهد العثماني ففيها ايوان على هيئة طاق معقود من الطابوق يربط بين دارين لأسرتين بينهما صلة قرابة.
ومن اشهر اسرها آل القزويني وآل وتوت وآل الشلاه وآل مرعب وآل السيد حيدر الحلي والسادة آل عزام وآل ابوخمرة، وفيها من الأزقة عكد آل الشلاه، عكد الوتاوتة، عكد القزاونة، عكد الحمّام عكد السكيفة . وفيها العديد من المساجد وتضم العديد من اضرحة وقبور اهل الدين والعلم والأدب، وهناك حمامان باسم آل وتوت احدهما للرجال والآخر للنساء وقد اندرسا اليوم .
محلة جبران: وتبدأ من جسر الهنود (جسر سعد) حتى سوق الحطابات، وتشمل منطقة السنية والحشاشة والجانب الأيسر من سوق الحلة الكبير وفيها العديد من العكود منها عكد المفتي، بنات الحسن، الكصاصير، الجياييل، بقلي، الجللجية، الخرابة، الريّس . واشتهرت بأسواقها مثل سوق الصفارين، النجارين، الهرج، الجللجية، الحطابات، الحداحدة، الغزل، العلاوي، الجبل وفيها العديد من المسابك التي تصنع الدبس والراشي والخل والحلاوة وغيرها.
محلة المهدية: وهي من محلات الحلة العريقة وتبدأ حدودها من مسجد القطانة في السوق الكبير الى عكد الطويل ويمر بالتابية حتى عكد التبانة، الذي يفصل بين محلتي المهدية والجباويين. وكانت المحلة قديما تسمى (الجيّة).
محلة الجباويين: وهي محلة قديمة سميت بهذا الاسم نسبة الى منطقة (جبة) وهي جزيرة في نهر الفرات قرب الرمادي، وكان اهلها يجلبون النورة الى الحلة بواسطة السفن وقد فضل بعضهم السكن في الحلة.
تقع المحلة بين محلتي المهدية والتعيس وتبدأ حدودها من عكد الطويل يسار مرقد العلامة ابن نما، مرورا بشارع المحقق ابي القاسم ويفصل شارع الري بينهما . وتضم المحلة عددا من الأزقة منها عكد أبي الفضائل، الطمة، آل حنن، اليهود، شندل.
وفيها عدد من المراقد والمساجد منها مرقد ابو القاسم وقبر الفقيه الدمستاني البحراني ومسجد آل الطحان، والامام الصادق، والسكوتي وبناية التوراة القديمة لليهود وفيها عدد من الأسواق.
محلة الكراد: قال ابن بطوطة في وصفه للحلة عند مروره بها سنة 727 هـ (اهل المدينة طائفتان احدهما تعرف بالأكراد والأخرى الجامعين) وسبب تسميتها هو ان اول من سكنها افراد من قبيلة (جاوان) الكردية الذين استعان بهم الأمير صدقة واستقروا في هذه المنطقة.
وفيه أسر نزحت من هيت بالأنبار وسكنوا الحلة. وفيه مساجد ومقامات مثل مقام الخضر ومسجد الكراد، والسادة، وأبي عصا وآل سيد ذهب ومسجد الهيتاويين المطل على الشارع العام.