قرابين الإخفاق

الرياضة 2021/09/09
...

علي حنون
 
معلوم أن كل موضوعة في الحياة مبنية على مُعادلة وهذه المُعادلة مُرتبطة بأجنحة توازنية وأي خلل أو علة في اتجاه يجعل الكفة الأخرى ترتفع دون الأولى، وهي حسابات منطقية تخضع لها أراء وتعترف فيها وجهات النظر حتى وان تقاطعت بصدد سلوكيات هامشية.. وهذا الشأن يسري يقينا على مضمون كرة القدم، التي تبقى بحكم شعبيتها وتأثيرها، تتقدم ركب الفعاليات الرياضية في كل أنحاء المعمورة، وأيضا تبقى تحتفظ رغم الآهات، التي تُسببها هنا أو هناك برونقها الخاص وبعشق المُتيمين بها.
وإذا سلمنا بأن من يتعاطون مع شؤون كرة القدم في أرجاء المعمورة يسيرون في تحديد الأوليات واختيار الأهداف لإصابة النتائج الايجابية وفق معايير موضوعية تجعل من هذه اللعبة فعالية جماعية النتيجة، أي أن تكون أطراف الفريق من إدارة وملاك تدريبي ولاعبين وأيضا الجمهور عوامل تتضافر جميعها لبلوغ المُراد ويُشار لهم عند تحقيق النتيجة الايجابية وتُؤشر عليهم مآخذ في حال تعثر التشكيلة وهو الأمر المنطقي، فان الحاضر عندنا مُغاير وغير منطقي وبعيد عن ذلك تماما مع أننا شعب يعشق كرة القدم كعشقه للمسؤول، حيث ترى الأمور تسير في فلك غير المُتعارف عليه.
فالنتائج الايجابية، التي يُصيبها الفريق في أي مناسبة غالبا ما تُجيّر لحساب الأطراف المُختلفة وهنا تكون حصة المدرب فيها أسهما قليلة لا تنسجم واقعا مع الجهود الفنية الحقيقية، التي يبذلها هو ومُساعدوه في ذات الوقت، الذي تسمح فيه بقية الأطراف لنفسها بنيل حزمة كبيرة من الأضواء تحت عنوان الدعم غير المنظور..نقر أن الفعالية هي لعبة جماعية في الحضور لكن ذلك لا يعني أن تُوضع جهود جميع الأطراف في كفة واحدة وتُركن في نفس الخانة وتكون مُتساوية لان الواقع يُشير الى تفاوت وتباين في حجم العطاء بين شركاء المسؤولية.
الذي ننشد التأكيد عليه وتعضيده هنا، هو أن التباين في تحمل التبعات عند التعثر، غالبا ما يسبب الإرباك في انسيابية العمل ويخلق حالة من عدم الاستقرار في تفكير المدربين، لان جل اهتمامهم يكون منصبا باتجاه الوقوف على ردود الأفعال، التي يُمكن أن تبديها الأطراف الأخرى في حال اخفق الفريق..من هنا فان الإنصاف والمسؤولية يُحتمان على الأطراف المعنية، من إدارة وجهاز فني ولاعبين وجمهور الاحتكام الى الرأي السديد من خلال الإقرار بان الجميع يتحمل تبعات الإخفاق طالما أنهم يُسارعون لتقاسم (كعكة) الانتصار.
نعم تأتي مُباريات يكون فيها المدرب مسؤولا  إلى درجة كبيرة في خسارة الفريق وهذه الحال تفرض علينا وعلى المدرب الاعتراف والإقرار بذلك، لكننا نتحدث هنا على غالب الأمر والذي نُريده أن يكون مبدأ يسري في التعامل ما بين اذرع الفريق المختلفة، لنكون مُنصفين أكثر عند الشروع بتقييم أداء الفرق والخوض في تحديد أسباب الإخفاق، ولكي لا نُقدّم باستمرار المُدرب قربانا للتعثر.