المنطق ورحيق الوطن!!

الرياضة 2021/09/11
...

  جاسم العزاوي 
 
بعدما كان المنتخب بلسماً للجراح وملاذا للابتعاد عن النكد والاتراح يعود بنا اليوم ليزيد الهواجس والقلق بما سيكون عليه في نهاية مشوار التصفيات.. الخسارة واردة في منطق كرة القدم ولكن لا مجال للمتمنطقين في حضرة أداء ليس فيه طعم ولا لون ولا رائحة .. خيبة امل عسى أن تسهم في صحوة تزيح غيوم الهم وتراكم السحب السوداء من افئدة العاشقين للعراق وكرته .. عزاؤنا اننا في بداية المشوار وهناك إمكانية لتعديل المسار .. وللتصحيح تبقى الحاجة قائمة لتغيير شكل المنتخب أداء وأسلوبا 
ولاعبين ومراكز ..
لم يكن منتخبنا مقنعا.. وحليمتنا عادت لقديمها حيث التحضير البطيء وفقدان التركيز واضمحلال اي اثر للرغبة والاندفاع المحسوب .. ربما افرغ بعضهم ما في جعبته من إمكانيات وقدرات فنية وأصبح وجوده هيكلا فارغا من محتواه وابتعد بمسافة ليست قصيرة عن ارتداء القميص الدولي حيث لا مجال للخبرة التي باتت خمرة وما يعاب الشباب انهم يستعجلون إطلاق الاماني على اساس انها أهداف محققة في الوقت الذي نرى حميدان خذلنا في الميدان.. لا نقول كبوة ولا نعتقد انها سحابة عابرة لان منطق العلم والتخطيط يستند للافعال وليس للاقوال، لسنا من الذين يرون النصف الفارغ من الكأس ولسنا من دعاة اليأس..  مجرد أيام وستعود بنا عجلة الدوران لنشرب نبيذ العواطف وننتعش برحيق الوطن والوطنية من خلال التلميحات و التصريحات التي تغلف استعداداتنا للقادم وكأن بعضنا يسابق الزمن ليسقط الرأي الاخر بدلا من تجاوز مفهوم التسابق المحموم (للأنا) وللانحياز لغير سمعة ومكانة الكرة العراقية، ولو كل يهيم بليلى ويرى نفسه 
فارسها وملهمها.!
غدا سنعيش نشوة العودة للمنافسة بإذن الله لأجل عيون العراق .. من أجل الطيبين من أجل الذين لا تسعفهم مداركهم لقول ما يكتنزون من غيرة ومحبة للعراق وتخرج المفردات الملونة من افواههم جميلة وقريبة من القلوب و الأنفس لتعكس مدى الاشتياق والحاجة الكبيرة للفرحة والابتسامة اذا ما كان هناك اهتمام جدي وعدم ترك الأمور سائبة .. علينا استغلال الوقت للتصحيح بدلا من تبديده بأمور لا تغني ولا تسمن .. 
لا نحتاج إلى لقاءات وجلسات مصارحة لان كل شيء أصبح واضحا ولا نحتاج إلى اللوم والتقريع ولا مجال للتبرير بعدما عرف الجميع ( البير وغطاه).. تسع نقاط مهمة وصعبة متبقية من المرحلة الأولى من التصفيات لا بد من الحصول عليها لكي نبقى قريبين من المشهد المونديالي والاخفاق في احداها لا سمح الله  سيركن آمالنا على جانب حافة النسيان لقدر يبدو سيبقى صعب المنال وفي كل الأحوال هذا واقعنا وعلينا أن نسهم في تغييره ولو بكلمة !!.
ننتظر ما تقدموه في أرض الملعب ولسنا بحاجة إلى اعتذارات تبدو لذر الرماد 
في العيون .. مصالحة الجماهير لا تكون الا عبر تحقيق الفوز في المباريات المتبقية أمام لبنان وسوريا والإمارات وليقضي الله أمرا كان مفعولا.