حكومة ميقاتي.. واقع مأزوم وبحث معقّد عن حلول

الرياضة 2021/09/12
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
بعدَ مخاض ماراثوني صعب ولدت الحكومة اللبنانية محملة بأعباء أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية غير مسبوقة، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي اتسم خطابه أبان تكليفه بالهدوء والسعي لتدوير الزوايا يؤكد "لدينا 8 أشهر لتحقيق ما نستطيع من إنجازات" غير إن العارفين بالمعترك السياسي غير متفائلين بذلك، في ضوء معرفتهم بالعملية السياسية اللبنانية المحكومة بالتوازنات الخارجية المعقدة. 
أوساط سياسية قريبة من المطبخ السياسي اللبناني أشارت لـ"الصباح" أمس السبت الى أن "حكومة ميقاتي ولدت بعد ضغط دولي كبير تتوج بتنسيق بين باريس وطهران حيث أصر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والإيراني إبراهيم رئيسي في اتصالهما المطوّل الذي سبق تشكيل الحكومة بأيام على ضرورة التأليف العاجل لحكومة ميقاتي".
وتضيف تلك الأوساط أن القوى الدولية الفاعلة في الشأن اللبناني أبلغت الساسة اللبنانيين بأنه من غير المقبول رفع الدعم الكامل عن المحروقات قبل إنجاز مسألتين لا بد منهما هما: إطلاق الخطوات التنفيذية للبطاقة التمويلية، وفعلاً تم إطلاقها بشكل فاجأ اللبنانيين قبل تشكيل الحكومة بيوم واحد بينما كانت كل المعطيات تشير الى تأخرها جراء ما تتطلبه من إجراءات تقنية ولوجستية، والمسألة الثانية وهي الأهم تشكيل الحكومة لتباشر سياساتها الفاعلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وفق أولويات مدروسة.
رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أكد أمس السبت أن من أولوياته "التركيز على مواجهة جائحة كورونا، وإعادة إعمار مرفأ بيروت، والعمل على إعادة لبنان إلى المجتمع الدولي بعد انقطاعه، وإعادة التواصل مع محيطنا العربي، وسنطلب الدعم من دول مجلس التعاون الخليجي"، مضيفاً في لقاء تلفازي تابعته "الصباح": "من يريد عرقلة عمل الحكومة سنخرجه منها، فخطتنا الإنقاذية موجودة وسنعمل على تحقيقها، وسنتواصل مع البنك الدولي بشأن المساعدات، وبعد نيل الثقة البرلمانية سنكثف اتصالاتنا الخارجية، ولدينا 8 أشهر لتحقيق ما نستطيع من إنجازات"، متابعاً "سنعمل على إيقاف (الهبوط الحر) الذي يشهده لبنان، والإصلاحات في لبنان قد تتطلب وقتا لحصد النتائج، فنحن نحتاج لسد فراغ عقب 13 شهرا من التعطيل السياسي".
وأعرب عن أمله بـ"إحداث تقدم في المحادثات مع صندوق النقد الدولي، فنحن نطبق شروطه وننتظر مساعداته"، وشدد على أن "الانتخابات يجب أن تحصل في وقتها من دون أي تردد، ولن أطلب فترة سماح 100 يوم وسنبدأ بالعمل فوراً". 
في غضون ذلك قوبل تشكيل الحكومة اللبنانية بترحيب دولي وعربي كبير فقد رحب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، بالإعلان عن "تشكيل حكومة جديدة بقيادة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، مما يبعث الأمل في اتخاذ إجراءات عاجلة لتلبية الاحتياجات الماسة والتطلعات المشروعة للشعب اللبناني"، أما الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون صاحب المبادرة التي أطلقها في آب من العام الماضي بشأن لبنان فأكد ترحيبه "بتأليف الحكومة اللبنانية وهي خطوة لا غنى عنها"، مشدداً "على الساسة اللبنانيين الوفاء بالالتزامات الضرورية لإجراء الإصلاحات التي تسمح للمجتمع الدولي بتقديم المساعدات للبنان".
في حين أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن "الإعلان عن تشكيل الحكومة اللبنانية خطوة مهمة جداً"، معرباً عن أمله "بأن يكون رئيس الحكومة الجديدة نجيب ميقاتي قادراً على تجميع الفرقاء اللبنانيين حتى يتمكن الشعب اللبناني من تجاوز الأزمة الكارثية التي يعيشها".
أما الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط فرحب بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، بعد حالة الفراغ الحكومي التي امتدت ما يزيد على ثلاثة عشر شهراً، وأكد مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة أن آمال اللبنانيين معقودة على تشكيل تلك الحكومة والخطوات الاصلاحية التي ستتخذها ضمن صلاحياتها الدستورية بما يسهم في تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية والإنسانية التي يواجهها الشعب.