الانزياح لا يُصْلِح
ثقافة
2021/09/15
+A
-A
د. أحمد الزبيدي
لو نظرنا في النص الشعري بوصفه نصا لغويا قائما على نظام خاص له قوانينه التي تحكمه وتميزه عن النص النثري أقول: ما دام الشعر لغة منظمة بقانون (الانزياح) حسب كوهين إذن هي تدخل ضمن المنظومة اللغوية التي تقع على عاتقها الدلالي مسؤولية التعبير عن القيم المجتمعية وتجسيد الثقافة العامة والخاصة ضمن رؤية الشاعر وتجربته وأسلوبه وهذا لا يعني الاملاء المسبق إنما أعني عدم قدرة الشعر الانفلات من امتصاص القيم الروحية والثقافية والجمالية التي تشكل فضاء آنيا يجانس النص . ومن هنا مثلما يذكر محمد عبده والكواكبي وطهطاوي وعثمان أمين وشبلي شميل وطه حسين وعلي الوردي كذلك يذكر الزهاوي والرصافي والجواهري وربما كان الرصافي أكثر الشعراء العراقيين افصاحًا عن موقفه الصلاحي:
وما الشعر إلّا أن يكون نصيحة
تنشّط كسلانًا وتُنهض ثاويا
ولكن أصبح الآن ذكر الرصافي وخطابه الاصلاحي في الشعر كأنه ذكر تأريخ نفتخر به وماض قريب نحن إليه فغابت القصيدة الاصلاحية تحت مبررات مختلفة منها: غياب القصيدة التقريرية والخطابية الحماسية ومنها يعيد السبب للحداثة الهادئة والنثر وميوعة اللغة .... ولكن أعتقد أن الاشكالية تتعلق بالضعف الثقافي وهيمنة الخطاب الديني الذي يأكل على الفكين: السلطوي والمعارض ومن هنا أنّى للانزياح أن يكون اصلاحا؟