واشنطن: وكالات
وسط التوترات بين الولايات المتحدة والصين، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من "الحرب الباردة" بين البلدين، وحث غوتيريش في مقابلة مع وكالة "أسوشييتد برس" قادة الدولتين على "إصلاح علاقتهما المختلة، قبل أن تؤثر الخلافات في بقية دول العالم".
وفي حديثه قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال غوتيريش: إن القوتين الاقتصاديتين الرئيسيتين يجب أن تتعاونا بشأن قضية المناخ، مضيفًا "يجب أن نتجنب الحرب الباردة بأي ثمن، والتي ستكون مختلفة عن سابقتها بل وأكثر خطورة"، وأضاف، "لسوء الحظ، لدينا اليوم مواجهة فقط، ونحن بحاجة إلى إعادة تأسيس علاقة وظيفية بين القوتين".
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة ذلك "ضروريا لمعالجة مشكلات التطعيم، ومشكلات تغير المناخ والعديد من التحديات العالمية الأخرى التي لا يمكن حلها دون علاقات بناءة داخل المجتمع الدولي وخاصة بين القوى العظمى".
وحذر من أن ستراتيجيتين جيوسياسيتين وعسكريتين متنافستين ستشكلان "مخاطر" وتقسم العالم، وبالتالي، يجب إصلاح العلاقة المتدهورة، وقريبا، وقال: "نحتاج إلى تجنب حرب باردة بأي ثمن تكون مختلفة عن الحرب السابقة، وربما تكون أكثر خطورة وأكثر صعوبة في إدارتها".
وأضاف أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وبريطانيا لمنح أستراليا غواصات تعمل بالطاقة النووية حتى تتمكن من العمل دون أن يتم اكتشافها في آسيا "ما هي إلا قطعة صغيرة من لغز أكثر تعقيداً. في هذه العلاقة المختلة تماما بين الصين والولايات المتحدة".
وكانت الصين قد عبرت عن رفضها لـ "التحالف النووي الثلاثي"، الذي يسمح لأستراليا بامتلاك وتصنيع الغواصات النووية محليا بدعم أميركي بريطاني في إطار معاهدة "أوكاس"، التي تم توقيعها قبل أيام، يمكن أن يقوض السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وحذرت الصين من أن سباق التسلح في المنطقة سيسير بوتيرة متسارعة، مؤكدة أن الولايات المتحدة وبريطانيا يعملان على استغلال الأسلحة النووية لتحقيق مكاسب جيوسياسية.
وفي وقت سابق، وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، رسالة إلى قادة دول العالم بمناسبة انعقاد الدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تتناول أبرز القضايا الملحة التي تواجه العالم، وكتب على "تويتر" "يجب على قادة العالم أن يترجموا الكلمات إلى أفعال لإنقاذ من يواجهون المخاطر".
بدوره كشف مسؤول في وزارة الخارجية الكورية الشمالية، عن أن التحالف بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا في آسيا والمحيط الهادئ ، وصفقة الغواصات الأميركية الأسترالية، هي "أعمال غير مرغوب فيها وخطيرة جدا من شأنها أن تدفع بالمنطقة إلى سباق تسلح نووي، وأيضا أن تخل بالتوازن الستراتيجي في هذه المنطقة".
واعتبرت كوريا الشمالية أن التحالف الأميركي الجديد في آسيا والمحيط الهادئ والصفقة الأميركية لتزويد أستراليا بغواصات، قد يؤديان إلى "سباق تسلح نووي" في المنطقة، وأضاف المسؤول "هذا يظهر أن الولايات المتحدة هي المسؤول الرئيسي الذي يعرض للخطر النظام الدولي لمنع الانتشار النووي".
وقال المسؤول الكوري الشمالي: "من الطبيعي تماما أن تدين الدول المجاورة بما في ذلك الصين هذه الأعمال باعتبارها تصرفات غير مسؤولة لتدمير السلام والاستقرار في المنطقة"، وأضاف أن "كوريا الشمالية ستتخذ بالتأكيد رد فعل مضادا في حال كان لذلك "تأثير سلبي ولو طفيف على أمن بلادنا".
وأجرت سيئول تجربة إطلاق ناجحة لصاروخ بالستي من غواصة الأربعاء الماضي، لتصبح سابع دولة في العالم تمتلك هذه التكنولوجيا، وقبل ساعات على ذلك أطلقت كوريا الشمالية المسلّحة نوويًا صاروخَين باتجاه البحر.
وسلطت سلسلة تجارب الصواريخ هذه والصفقات الدفاعية في المحيط الهادئ، الضوء على سباق تسلح إقليمي متصاعد، مع تزايد التنافس بين الصين والولايات المتحدة.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن تحالف دفاعي أسترالي-أميركي-بريطاني جديد يأتي ضمن اتفاقية شراكة يُنظر إليها على أنها تهدف إلى مواجهة صعود الصين.
وتقدّم اتفاقية الشراكة هذه، تكنولوجيا الغواصات النووية الأميركية إلى أستراليا، إضافة إلى إمكانات لصد الهجمات الإلكترونية وتطبيق الذكاء الاصطناعي وغيرها، وهو الأمر الذي أخرج الفرنسيين من اللعبة.