دولٌ كثيرة تطالب المتاحف البريطانيَّة بكنوزها

بانوراما 2019/03/02
...

مارك وايلدنغ
ترجمة: خالد قاسم
تعد جماجم النياندرتال وبقايا حيوان الكسلان المنقرض من بين الأشياء التي يتطلب من المؤسسات البريطانية إعادتها الى وطنها، اذ تكشف وثائق أن المتاحف تواجه مطالبات باعادة بعض أكثر مقتنياتها تقديرا الى 
مكان نشأتها.
تلقت مؤسسات مثل المتحف البريطاني ومتحف التاريخ الطبيعي سلسلة مطالبات بارزة باعادة ممتلكات الى أصحابها خلال الأشهر القليلة الماضية، وتشمل طلبا من حكومة جبل طارق باستعادة بقايا نياندرتال مثل أو جمجمة لإنسان بالغ اكتشفها العلماء وطلبا من تشيلي لاسترجاع بقايا حيوان الكسلان البري العملاق المنقرض حاليا.
تظهر رسائل الحكومات أن طلبات الاسترجاع طويلة المدى لعروض بارزة مثل رخام البارثينون هي مجرد بداية جدال يدور بشأن حق المتاحف بالاحتفاظ بتلك المواد المتنازع عليها. وطالبت الحكومة المصرية مؤخرا المتحف الوطني الأسكتلندي بتقديم وثائق تصديق لآثارها المصرية بعد تفجر نقاش حول خطط لعرض حجر تغليف من الهرم الأكبر في الجيزة.
واجه المتحف البريطاني في تشرين الأول من العام الماضي دعوات باعادة "هوا هاكانانايا" وهو نصب بازلتي أخذ من جزيرة إيستر عام 1868 وحصل عليه المتحف من الملكة فيكتوريا بعد ذلك بسنة. وشهد العام الماضي أيضا مطالبة وزارة التراث الثقافي الايطالية باسترجاع نقش رخامي بارز يصور شخصيتين
مشهورتين.
قالت متحدثة باسم المتحف البريطاني:  أن النقاشات بشأن مستقبل التحفتين لا تزال مستمرة. من بين أحدث طلبات الاسترجاع هو مطالبة جبل طارق بجمجمتي نياندرتال تعرضان داخل متحف التاريخ الطبيعي في لندن. لعبت الجمجمتان المعروفتان باسم جبل طارق 1 و2 دورا مهما لصياغة فهم انسان النياندرتال. وبالنسبة لجبل طارق 1، فهي جمجمة أنثى بالغة وعثر عليها وسط مقلع فوربس عام 1848 ويعتقد أن عمرها 50 ألف سنة. أما جبل طارق 2 فيتكون من خمس أجزاء جمجمة تعود لطفل نياندرتال أكتشفت سنة 1926 في برج الشيطان.
 
قانون مجحف
كتب متحف جبل طارق الوطني رسالة الى مدير متحف التاريخ الطبيعي السير مايكل ديكسون موقعة بتأريخ 10 أيلول من العام الماضي، يطالب رسميا باعادة بقايا نياندرتال جبل طارق. فردّ ديكسون يوم 20 أيلول مستشهدا بقانون المتحف البريطاني لعام 1963 الذي يسمح بالتخلص من مجموعاته المعروضة تحت ظروف محددة فقط. وذكر ديكسون أن "بقايا النياندرتال لعبت دورا مركزيا في انخراطنا المبتكر مع الجمهور بشأن تطور البشر، واستخدمت بشكل فعال للبحث الدولي التعاوني عن جذور الانسان واختلافاته كجزء من مجموعة مقارنة أكبر."
تلقى المتحف أيضا خلال آب الماضي طلبا منفصلا من تشيلي لاعادة بقايا "مايلودون دارويني" وهو حيوان كسلان بري منقرض سميّ نسبة للعالم تشارلز دارون، ورفض الطلب أيضا وفق مواد قانون المتحف البريطاني.
من جهتها، تذكر المؤرخة الفنية "أليس بروكتر" المعروفة بانتقاد التاريخ الاستعماري للمتاحف أن المؤسسات البريطانية سيزداد عليها الضغط للبحث عن الذات بخصوص منشأ معروضاتها وضرورة اعادتها. وأشارت بروكتر الى تقرير حديث بتفويض من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وأحدث ضجة في عالم المتاحف قبل أشهر قليلة، اذ طالب بإعادة آلاف الأعمال الفنية الأفريقية الموجودة بحوزة متاحف بلاده الى دول المنشأ.
 
صحيفة الغارديان البريطانية