3 تشرين الأول يوم جامع لكل العراقيين

العراق 2021/10/03
...

 بغداد : هدى العزاوي
 تصوير : علي الغرباوي
إن المتتبع لتاريخ المجتمع العراقي يجد أن بلاد (ما بين النهرين) وعلى مدى حقب متطاولة كانت ممراً للجيوش المتحاربة، وساحة قتال يفرض فيها المنتصر طبيعة ونوع الحكام الذين يسوسون هذه البلاد، وبالتالي غاب عنصر الاستقرار الاجتماعي والسياسي وضعف الانتماء والولاء.
وعادة ما تكون في دول العالم هناك احتفالات شعبية واعتزاز قومي من الشعوب بمثل (اليوم الوطني)، إلا أننا لانجد مثل هكذا مظاهر في العراق بسبب الانقلابات التي مر بها العراق على مدار الحقب الماضية، يقول مدير (المركز العراقي للدراسات الستراتيجية) الدكتور غازي فيصل حسين بهذا الشأن:إن "المشكلة اليوم تكمن بان موضوع الهوية الوطنية غير واضح بسبب الانقلابات العسكرية وبسبب تغيير العلم والشعار والنشيد الوطني الى آخره أكثر من مرة". وأضاف، أنه "بعد عام2003 مثلما أشارت الكثير من الأخبار بأن (9 نيسان) هو العيد الوطني، ومن ثم حدثت الكثير من الاعتراضات خاصة في طبيعة الهوية الوطنية الجامعة للشعب العراقي والتي لم تتبلور في التوافق الوطني، وهذا الأمر –مع الأسف- غير موجود، ولايوجد أحساس بموضوع العيد الوطني في ظل تشويه تاريح العهد الملكي وإرجاعه الى 2003، إذ لا يوجد إحساس عند الشباب الذي ولد بعد عام 2003بمعنى استقلال ودخول العراق في عصبة الأمم". ولفت إلى أنه "كان يجب أن نذهب الى حوار وطني مابين الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني لبلورة النقاشات عن (عيد وطني) يرتبط بالهوية الوطنية العراقية الموجودة في الوضع الراهن". ونوه حسين بأنه "لم يكن اسم العراق موجودا قبل 1921، وكانت هناك ثلاث ولايات (الموصل والبصرة وبغداد) مرتبطة بالسلطان العثماني في (الاستانة) اسطنبول، وكلمة العراق كلمة حديثة جديدة ظهرت في العهد الملكي عام 1921، حيث بدأ الملك فيصل يؤسس لدولة لم تكن موجودة قبل الملكية".
وأكد أن "الدولة ظهرت في1921 حيث بدأ البريطانيون بالتعاون مع فيصل الأول والقوميين وأسسوا الجيش العراقي وتأسيس السلطة التشريعية والتنفيذية والتعليم والصحة، وبدأت تظهر مؤسسات بناء الدولة، وفي عام 1933 في الثالث من تشرين الأول أصبح العراق عضواً في عصبة الأمم، بمعنى أنه أصبح دولة كاملة السيادة وذات أهلية، وبالتالي كان عضواً مؤسساً مهماً جداً للأمم المتحدة، وكان (فاضل الجمالي) من الشخصيات المرموقة التي شاركت معهم لبناء السلام".
ويرى مدير (المركز العراقي للدراسات الستراتيجية) أنه "بعيداً عن تجاذبات الانقلابات والميول الحزبية، فان إعلان العراق دولة مستقلة وعضوا في عصبة الأمم المتحدة في 3 تشرين الأول وإعلان الاستقلال يستحق أن يكون عيداً وطنياً، وليس الانقلابات التي عليها خلافات وصراعات ومثار جدل"، وبين أن "الاستقلال وقبله الدستور ودولة المؤسسات والفصل بين السلطة أدت جميعها لبناء دولة دستورية للحقوق وظهرت المؤسسات العسكرية والمدنية والدستورية ممثلة في البرلمان".